ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال الدكتور حسن حنفي: "الثقافة... على مائدة السياسة"، سأشير إلى أن الثقافة والتعليم لا يجوز أن ينظر إلى وزارتيهما في مصر على أنهما الحلقة الأضعف أو الأسهل تغييراً إرضاء لبعض توازنات السياسة وحساباتها. فمن يتصور ذلك إنما يتجاهل حقيقة كون هذين القطاعين هما حجر الزاوية في أية تنمية أو نهضة أو إصلاح، أو حتى ديمقراطية. فليست الديمقراطية مجرد تنظيم انتخابات، وإنما هي ثقافة وعلم ووعي ومعرفة. وأما الانتخابات كاقتراع فهي مجرد آليات من آليات الديمقراطية لا غير. ومن السلبيات التي لوحظت في مصر طيلة فترة ما بعد الثورة عدم التمييز بالقدر الكافي بين ما ينبغي أن تمتد إليه تجاذبات السياسة والسياسيين وما لا ينبغي أن تمتد إليه. وفي رأيي الشخصي أن التعليم والثقافة ينبغي إبعادهما تماماً عن كل ما له علاقة بالسياسة، لأنهما مصلحتان ثابتتان من مصالح الوطن ولا علاقة لهما بالسياسة، لا من قريب ولا من بعيد. محمد إبراهيم - الرياض