تحت عنوان "العودة إلى التاريخ"، تطرّق الدكتور رياض نعسان آغا في مقاله الأخير إلى أجواء اليأس التي سادت العالم العربي في أواخر التسعينيات من إمكانية دخول التاريخ ومن أن يكون للعرب شأن في مستقبل العالم، ثم جاء مشروع القرن الأميركي مطالباً بإنهاء الأنظمة المستبدة، حيث رسم منظرو "البنتاغون" خريطة جديدة للشرق الأوسط الكبير... لكن المفاجأة الكبرى جاءت مع ما عرف باسم "الربيع العربي" حين قام شاب تونسي بسيط بإحراق نفسه، لينتفض المارد من تحت الرماد، وليذعن الغرب الذي فوجئ بالانفجار الشعبي العربي، فأخذ على حين غرة في تونس حيث ارتكب أخطاءً حاول تفاديها في مصر، ثم سارع إلى احتواء الأمر في ليبيا، وترك الأمر لحلول وسط في اليمن، لكنه مرتبك وحائر في سوريا. وكل ما في الأمر، حسب رأيي، أن ما يمر به العالم العربي الآن هو مرحلة سيديمية من تاريخه، وأن الغرب بصدد إعادة ترتيب أوراق سياسته تجاه المنطقة، وأنه من الخيال المفرط القول بأن الفوضى الراهنة تعيد العرب إلى التاريخ! سالم عبده -القاهرة