احتقان العلاقات الأميركية- الروسية... ومستقبل العلاقات الصينية- الأسترالية مؤشرات فتور في العلاقات الروسية الأميركية، وتحذيرات من تداعيات نشر قوة أميركية في أستراليا على العلاقات بين كانبيرا وبكين، وقراءة في نتائج الانتخابات الإقليمية الألمانية، واتفاق "مهتز" بين جيران كوريا الشمالية في بكين... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. "الاحترام المتبادل" "بعد أن قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم المشاركة في قمة مجموعة الثماني في الولايات المتحدة، ها هو الرئيس الأميركي باراك أوباما سيتحاشى هو أيضاً المشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا- المحيط الهادي المرتقبة في مدينة فلاديفوستوك الروسية الخريف المقبل". بهذا استهلت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية افتتاحية خصصتها للتعليق على ما يبدو فتوراً بات يعتري العلاقات الروسية الأميركية خلال الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن المجتمع الدولي يأمل ألا تزداد العلاقات بين البلدين تدهوراً، مضيفة أن استقرار العلاقات أساسي للمساعدة على تشجيع التعافي الاقتصادي العالمي وحل المشاكل الإقليمية. الصحيفة قالت إن العلاقات الأميركية الروسية تعرف منذ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق تقدماً ملموساً على رغم بعض الانتكاسات، إلا أن الفترة الأخيرة عرفت توتراً متزايداً بين البلدين بسبب قرار "الناتو" بزعامة الولايات المتحدة المضي قدماً في إقامة نظام للدفاع الصاروخي في أوروبا، ومواقفهما المختلفة تجاه الأزمة في سوريا، و"الجهود الأميركية الرامية للتأثير على الانتخابات الرئاسية في روسيا". وترى أن أصل المشاكل بالنسبة لموسكو هو "عدم الاحترام الأميركي لمكانة روسيا كقوة وعدم تعامل معها كشريك وند". وترى الصحيفة أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أصبحت الولايات المتحدة أكثر تسرعاً عند التعاطي مع مشاكل دولية معقدة وصعبة، معتبرة أن ثمة أسباباً عديدة تفسر هذا التغير، ومن ذلك مثلاً الحاجة إلى صرف انتباه الرأي العام الأميركي عن المشاكل الداخلية، والافتقار إلى الثقة في الذات في وجه الصعود الجماعي لقوى جديدة، والحاجة إلى إبقاء حلفائها التقليديين على الهامش. ولكن السبب الرئيس في رأيها هو عدم اكتراثها بقوى أخرى. والحال أن "القوى الناضجة والمستقرة ينبغي ألا تكون متعجرفة أو طائشة، بل يتعين أن تعرف كيف تحترم بعضها بعضاً"، مضيفة أن الاحترام المتبادل أساسي للحفاظ على علاقات دولية مستقرة. الصين وأستراليا صحيفة "ذا إيدج" الأسترالية حذرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء من تداعيات نشر قوة أميركية في أستراليا على العلاقات مع الصين، محذرة من أن ذلك يهدد بإعادة أجواء الحرب الباردة إلى المنطقة. فالتحالف الأسترالي مع أميركا تاريخي واستراتيجي وجميع الأستراليين تقريباً يرغبون في الحفاظ عليه، تقول الصحيفة. ولكن "الاعتراف بهذه الأشياء ليس مثل القول إن مصلحة أستراليا القومية تكمن في اندماج عسكري أوثق مع الولايات المتحدة في وقت تنقل فيه هذه الأخيرة استعراض قوتها العالمي من الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا- المحيط الهادي". الصحيفة قالت إن أية دولة في العالم لا تستطيع تجاهل صعود الصين كقوة كبيرة، وربما كقوة عظمى. ولكن امتداد الصين المتزايد، اقتصاديّاً واستراتيجيّاً، يحمل عواقب مختلفة لأستراليا والولايات المتحدة. فبالنسبة للأستراليين، تضيف الصحيفة، تمثل الصين العملاق الصناعي الذي يُعتبر إقباله على المواد الخام الأسترالية المحركَ الرئيسي للنمو في أستراليا، معتبرة أنه سيكون من السذاجة افتراض أن هذا الإقبال سيستمر إلى ما لا نهاية، مثلما لا تستطيع أستراليا الادعاء أيضاً بأن التبادل الاقتصادي ليس مهماً بالنسبة لعلاقتها مع الصين. وفي ختام افتتاحيتها، ذكَّرت الصحيفة بأنها جادلت، عندما تم الإعلان عن نشر جنود "المارينز" للمرة الأولى في أستراليا، بأنه إذا نتجت عن عملية حشد عسكري من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في المحيط الهادي حرب باردة جديدة، فإن إدارة أوباما وحكومة جيلارد ستكونان قد أساءتا التقدير على نحو خطير، مؤكدة أن العداء المتبادل لن يفضي إلى صين أكثر انفتاحاً وأقل تشككاً، ناهيك عن صين ديمقراطية. ضربة لميركل صحيفة "ذا هيندو" الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على الفوز الكبير الذي حققه الحزب الديمقراطي الاجتماعي في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد الماضي في "نورث راين ويستفاليا"، التي تعد أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان. فوز رأت الصحيفة أنه يمثل رفضاً صارماً لسياسات المستشارة أنجيلا ميركل ويبعث إليها برسالة واضحة. وكان قد تقرر إجراء انتخابات برلمان الولاية في مارس الماضي، عندما فشلت رئيسة الحكومة المحلية المنتمية إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي، هانلور كرافت، في الفوز في التصويت على الميزانية؛ ولكن في هذه المرة دعم الناخبون بقوة "كرافت"، التي رفعت حصتها من الأصوات من 34,5 في المئة إلى 39,1 في المئة، في حين تراجع حزب ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، من 34,6 في المئة إلى 26,3 في المئة، فيما اعتبر أسوأ نتيجة للحزب بهذه الولاية منذ 1949. والآن، ستحكم "كرافت"، السياسية التي تحظى بشعبية واحترام واسعين، الولاية رفقة "الخضر"، الذين ستمنح نسبة 11,3 في المئة التي حصلوا عليها التحالفَ الجديد أغلبية في البرلمان المحلي. الصحيفة تقول إن انتخابات "نورث راين ويستفاليا" قد تكون محلية، ولكن تداعياتها وطنية وقارية، وربما تكون عالمية. وذلك على اعتبار أن هذه النتيجة ستمنح الديمقراطيين الاجتماعيين الألمان ثقة جديدة، مما سيفيدهم كثيراً أثناء استعدادهم لانتخابات 2013 العامة. ثانياً، تضيف الصحيفة، فإن هذه الانتخابات، التي توازيها هزيمة لـ"الاتحاد الديمقراطي المسيحي" في ولاية "شليزفيج-هولستن"، تنسجم مع الغضب العام الذي ظهر في اليونان وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال، على سبيل المثال لا الحصر، حيث تسببت تخفيضات الإنفاق العام في ركود الاقتصادات، التي بتسببها في وقف عشرات الملايين من الناس عن العمل تعرِّض مستقبل جيل بكامله للخطر. أزمة كوريا الشمالية ضمن عددها ليوم الأربعاء، علقت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية على القمة التي جمعت زعماء اليابان والصين وكوريا الجنوبية في بكين يوم الأحد الماضي، وتم الاتفاق خلالها على إطلاق محادثات هذا العام حول اتفاقية تجارة حرة ثلاثية الأطراف، معتبرةً أن بيان القمة المشترك، الذي صدر متأخراً بيوم واحد عن تاريخه المفترض، فشل في الإشارة إلى كوريا الشمالية بالاسم. الاجتماع عقد وسط تقارير تفيد بأن بيونج يانج تستعد حاليّاً لإجراء ثالث تجربة تفجير نووي، عقب محاولتها الفاشلة لإطلاق قمر صناعي في الثالث عشر من أبريل الماضي -أمر تقول الصحيفة إنه شكل خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر في 2009، ويمنع كوريا الشمالية من تنفيذ أي عملية إطلاق باستعمال تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وتشير الصحيفة إلى أن كلًا من رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا والرئيس الكوري الجنوبي لي ميانج باك شددا على أهمية بذل مزيد من الجهود لمنع عمل استفزازي آخر من قبل كوريا الشمالية. غير أن رئيس الوزراء الصيني "وين جياباو" قال إنه من المهم تخفيف التوترات عبر إظهار "حسن النية" و"المثابرة" في الجهود، وبالتالي، العودة إلى "الحوار والمفاوضات". لتذهب الصحيفة إلى أن الصين، حليفة كوريا الشمالية، لا ترغب على ما يبدو في استعداء هذه الأخيرة. إلى ذلك، وصفت الصحيفة الظروف المحيطة باتفاق البلدان الثلاثة على إطلاق المفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة ثلاثية الأطراف بأنها معقدة، مشيرة إلى أن الصين وكوريا الجنوبية عقدتا يوم الاثنين أول اجتماع لهما حول اتفاقية التجارة الحرة الثنائية، وأن اليابان تحاول حاليّاً الانضمام إلى منطقة التجارة الحرة للشراكة العابرة للمحيط الهادي، مشددة على ضرورة ألا تنسى اليابان أن تشرح لشعبها ما تهدف إلى تحقيقه، وما هي المصالح التي ترغب في حمايتها وبأي ثمن. إعداد: محمد وقيف