مناورة جديدة لنتنياهو... و"استفتاء" على عضوية بريطانيا الأوروبية الأزمة المتفاقمة في منطقة "اليورو"، وأصداء القمة بين فرانسوا هولاند وإنجيلا ميركل، وعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والصفقة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي مع حزب "كاديما" المعارض... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن عرض أسبوعي للصحف البريطانية. الدائرة الخبيثة "فخ الديون الرهيبة يهدد بإسقاط أوروبا كلها"، هكذا عنون "ويل هاتون" مقاله المنشور في الـ"أوبزيرفر" يوم الأحد الماضي، الذي يتناول فيه الأوضاع بالغة التأزم التي تمر بها القارة الأوروبية بأسرها في الوقت الراهن ، والذي يشير في بدايته للمفارقة المتمثلة في حقيقة أن القواعد الانتخابية في الدول الأوروبية التي تعاني من أزمة ديون طاحنة في الوقت الراهن، ترغب في التخلص من سياسات التقشف في حين أن القيام بذلك يمكن أن يعرض نظام العملة الموحدة لخطر داهم. ويركز الكاتب في هذا السياق على استطلاعات الرأي التي أجريت في الآونة الأخيرة في دولتين تعانيان أشد المعاناة من تلك الأزمة وهما اليونان وإسبانيا، والتي كشفت عن أن الأغلبيات الساحقة في تينك الدولتين تبدي رغبة قوية في البقاء ضمن نظام العملة الموحدة، رغم معاناتهما من أزمة بطالة متفشية وصلت إلى 50 في المئة في أوساط الشباب ومن تضاؤل الفرصة الاقتصادية واختفائها تدريجياً، بالإضافة إلى مشكلات مستعصية في تدبير موارد الميزانية. الإشكالية كما يراها الكاتب تتمثل في أن البدء بحل تلك المشكلات يتطلب من الدولتين ابتداء من الموافقة على حزم تقشف لا نهاية لها سداداً للديون المستحقة عليهما، وتدبيراً لأمورهما المالية، لأن خروجهما من منطقة "اليورو" يعرضهما لاحتمال هبوط خطير وجذري في مستوى المعيشة، واحتمال الإفلاس المالي الصريح، أو - وهذا هو أسوأ الاحتمالات جميعاً- التعرض لحالة من التضخم المفرط غير القابل للسيطرة. ويمضي الكاتب للقول إن الـ 100 يوم القادمة ستكون هي الأهم في أوروبا خلال جيل بأكمله، وأنه إذا لم يتم إقناع ألمانيا بتغيير مسارها الحالي للنقيض من خلال الضغط من جانب الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند من ناحية ، ومن خلال التسارع الخطير للأحداث من ناحية ثانية، فإنه سيكون هناك احتمالان متعادلان 50/50 بأن عضوية اليورو ستنحصر في نهاية المطاف في مجموعة قليلة من الدول الصغيرة المحيطة بألمانيا، خصوصاً وأن البنية الحالية للاتحاد ولمجموعة "اليورو"، لن تتمكن من التصدي لسلسلة متوقعة من حالات التدافع غير القابل للسيطرة على البنوك، ومن الانهيارات المالية، التي يمكن أن تؤدي في مجملها إلى كساد أوروبي لن تكون بريطانيا بمنأى عنه. بسبب تلك السيناريوهات المفزعة يرى الكاتب أنه يتعين على ألمانيا أن تتحرك بسرعة خصوصاً على ضوء أن وزير ماليتها المتشدد "ولفجانج شوبله" قد قال بنفسه الأسبوع الماضي إن الوقت قد حان كي تقوم ألمانيا بزيادة رواتب موظفيها على نحو أسرع مما تفعل الدول الأوروبية- من أجل تسريع النمو الاقتصادي كما يفترض- كما أعلن خلال نفس التصريح قبوله بقيام دولتين مثل اليونان وفرنسا بإصدار سندات حكومية للإنفاق على قطاع البنية التحتية لديها مما يخلق أيضاً حالة من النمو في الاقتصاد. ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن دائرة الديون الخبيثة في منطقة العملة الموحدة يجب أن تُكسر، وأن اللحظة الحالية هي لحظة الحقيقة أمام ألمانيا وأمام الاتحاد الأوروبي، وأن المأمول هو أنهما سيكونان على مستوى المسؤولية. حيرة بريطانية تحت عنوان "اعرضوا مستقبل بريطانيا في أوروبا للاستفتاء"، رأت "ديلي تلجراف" في افتتاحيتها يوم الجمعة أن الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها منطقة "اليورو" في الوقت الراهن قد عززت من احتمالات إقدام عدد من الدول على الخروج من المنطقة، بل وجعلت ذلك الاحتمال يتحول في بعض الأحيان إلى إمكانية واقعية، وأن ذلك يمكن أن يرتب تساؤل متى ستقدم بريطانيا نفسها على ذلك؟ وحسب الصحيفة، إذا كانت هناك همسات في "وستمينيستر"( مقر البرلمان البريطاني بمجلسيه) مؤخراً مؤداها أن الحزبين الرئيسيين في الائتلاف الحاكم باتا يميلان على نحو متزايد للرؤية الخاصة بالدعوة لإجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خصوصاً أن هناك قطاعاً كبيراً من المواطنين البريطانيين يتبنون وجهة نظر شديدة العدائية نحو الاتحاد الأوروبي (بينت استطلاعات حديثة للرأي أن هناك 13 في المئة فقط من الأوروبيين هم من ينظرون للاتحاد نظرية إيجابية وأن خمسة وثلاثين فقط هم من يعتقدون أن بريطانيا تستفيد من عضويتها في الاتحاد في حين أن الغالبية العظمى لا ترى ذلك. وتقول الصحيفة إن مما يعزز من هذا التوجه هو أن آخر استفتاء أجري في بريطانيا بهذا الخصوص كان عام 1975، وأن الأحوال قد تغيرت كثيراً من ذلك الوقت، وأن ذلك التغيير لم يكن نحو الأفضل في معظم الأحوال، وأن هناك إحساساً متزايداً في بريطانيا منذ وقت طويل بأن الأمور لا يمكن أن تستمر على النحو الذي جرت به، وأنها تنجر على نحو متزايد لتصبح خاضعة تماماً لقبضة بروكسل، وهو ما بات المواطن البريطاني يشعر به بقوة، ويتسبب في غضبه الشديد خصوصاً أن ذلك يقترن بالعبث في القوانين البريطانية، ويؤثر على ما كانت تتمتع به من حرية في القرار والتصرف، وما كانت تتمتع به كذلك من قدرات تنافسية، وأنه بصرف النظر عن الطريقة التي ستنتهي بها الأزمة الحالية سواء انتهت بحشر دول الاتحاد الأوروبي، أو ما يتبقى منها في" دولة سوبر" أو بتحطم الاتحاد وتحوله لأشلاء متناثرة، فإن المؤكد أن أي من المحصلتين ستؤديان بالقطع لحدوث تغير جذري في طبيعة أوروبا وعلاقة بريطانيا بها، مما سيوفر بالتالي المزيد من الأسباب الداعية لعرض موضوع البقاء في الاتحاد للاستفتاء على المواطنين البريطانيين. اللقاء المرتقب "قمة هولاند – ميركل... لا تتوقعوا فجراً جديداً الآن"، هكذا عنون "جورج إيرفين" مقاله المنشور في "الجارديان" يوم الاثنين الماضي، والذي يبدأه بتساؤل عما إذا كان الرئيس الفرنسي الجديد "فرانسوا هولاند" والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قادرين حقاً على إحراز تقدم في السجال الخاص بـ(النمو الاقتصادي في مواجهة التقشف)، خلال القمة المرتقبة بينهما بطريقة توفر على كل منهما ماء الوجه؟ يقول "إيرفين" في محاولته الإجابة على ذلك السؤال إن البعض في أوروبا يصور اللقاء الرسمي المرتقب بين الزعيمين وكأنه مواجهة حاسمة بينهما، سوف يترتب عليها تحديد من منهما سوف يتولى منصب العمدة أوالشريف على الطراز الأميركي: بمعنى هل ستظل ميركل هي الممسكة بدفة القيادة في أوروبا أم أن "هولاند" سينجح في فك قبضتها عليها ومشاركتها فيها؟ وهل سيخرجان بحل خلال تلك القمة أم أنهما سيتفقان بشكل ودي على أن يختلفا، أم أن كل منهما سيحاول حسم السجال لصالحه باستخدام ما لديه من أدوات قوة؟ ويؤكد الكاتب أن رؤية الزعيمين تختلف اختلافاً بيناً فرؤية "هولاند" هي رؤية كينزية تقوم -كما وعد خلال حملته الانتخابية على ضبط الموازنة خلال فترة زمنية، وتشجيع النمو بدلاً من التقشف كوسيلة لدفع الاقتصاد للأمام، وتوفير الوظائف، في حين أن رؤية ميركل رؤية "نيو-ليبرالية". مناورة نتنياهو في افتتاحيتها تحت عنوان: "لم يعد هناك مجال لتقديم المزيد من الأعذار لنتنياهو " رأت الـ"فاينانشيال تايمز" أن"رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أثبت أنه مناور بارع عندما أجرى صفقة مع حزب كاديما المعارض مما جنبه الحاجة للاستمرار في الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة بعد أن أصبح ائتلافه بعد هذه الصفقة المفاجئة يمتلك 94 من أجمالي مقاعد الكنيست البالغة 120 . ولكنه بعد أن تحقق له هذا المطالب عليه أن يثبت أنه رجل دولة حقيقي- بعد أن ظل طويلاً يتحجج بأنه راغب في السلام، ولكنه لا يمتلك الدعم الكافي من أعضاء ائتلافه الحاكم، خصوصاً من جانب الأحزاب الدينية شديدة التطرف. فبعد صفقته مع كاديما لم تعد تلك الحجة قائمة وعليه أن يعمل على تحقيق السلام الذي سيكون في صالح إسرائيل في المقام الأول حتى تتمكن من البقاء في المنطقة أما إذا ما أضاع الفرصة كعادته فسوف يكون وجود إسرائيل في المنطقة أكثر تزعزعاً عن ذي قبل سواء بسبب التداعيات المستمرة للربيع العربي وبسبب التآكل المتزايد لمصداقية إسرائيل في الخارج والتي ساهم هو بمناوراته المستمرة فيها لحد كبير. إعداد: سعيد كامل