مع أهمية ذلك الطرح الوارد في مقال الكاتب خليل علي حيدر: "اليابان... والخوف من المسيحية"، إلا أنني أرى أن اليابانيين تعاملوا مع الغرب وحداثته المعاصرة بطريقة أنجح وأكثر جدوى من الطريقة التي تعاملنا نحن العرب معه بها. فقد أخذوا العلوم الغربية، وطوروها وتحولوا بسرعة إلى دولة صناعية متقدمة، وفي ذات الوقت حافظوا على ثقافتهم وأصالتهم ومميزات شعبهم، دون تغيير أو تبديل. أما نحن فلم ننجح حتى الآن في أخذ العلوم والصناعات الغربية بدليل أن معظم دولنا ما زالت دولاً نامية، أو فقيرة. وفي الوقت نفسه انشغلنا بالحساسيات المتعلقة بهويتنا الثقافية وخصوصيتنا الحضارية، بدل أن ننفتح على العلم الغربي دون عقد أو حساسيات. وهذا في رأيي هو سبب نجاح تجربة تحديث اليابان الملهمة، وهو أيضاً سبب فشل تجارب تحديث العرب في معظمها. محمد إبراهيم - الدوحة