تحت عنوان “الثورات العربية والأقليات”، قرأت يوم أمس مقال الدكتور شملان يوسف العيسى، وضمن تعقيبي عليه، أقول إن المرحلة التي تمر بها البلدان العربية التي شهدت ثورات لا تبشر بكثير من الأمل للأقليات، فالوجه الأصولي والمتشدد أطل برأسه، وحاول خطف الثورات المدنية وإلباسها لبوساً دينية، وهي ليس كذلك. الأقليات بدأت تشعر بالخطر، والمشهد بات هلامياً، لأن الدساتير تعاد كتابتها، والقيادات يعاد تشكيلها، وكأن هذه البلدان العتيقة تولد من جديد. قوى التطرف تزاحم الآن القوى المدنية الوطنية، والخاسر الأكبر هي الأوطان. المتطرفون فجأة باتوا في صدارة المشهد وسحبوا البساط من تحت أقدام الأحزاب المدنية، ليثيروا لغطاً ويضفوا على المشهد هلامية خطيرة تخوف الناس ولا تطمئنهم. المطلوب الآن إنصاف الأقليات ونبذ التطرف والبعد كل البعد عن أية تجاذبات من شأنها تقسيم المجتمعات على أسس دينية أو عرقية أو جهوية فالدين لله والوطن للجميع. مؤمن وصفي- القاهرة