قرأت مقال الكاتب محمد السماك: "الأكراد والأمازيغ: صور متقابلة!"، وأعتقد أنه قد كشف بعض أوجه التماثل بين قضيتي الأكراد والأمازيغ، ومن ورائهما مسألة الأقليات بصفة عامة في الوطن العربي. والحقيقة أن البلدان العربية ليست هي وحدها التي يوجد فيها تعدد وثراء سكاني ثقافي وعرقي، وإنما تكاد تكون هذه الظاهرة عامة في مختلف البلدان والقارات، كما هي الحال هنا في أوروبا مثلاً حيث يندر أن يوجد بلد متجانس تماماً قومياً أو ثقافيّاً. ولكن لعل الفرق بين بلداننا العربية والبلدان الأوروبية يكمن في كيفية إدارة هذا التعدد والتنوع الثقافي واللغوي والعرقي، فهم يحولونه غالباً إلى نقطة قوة وعامل ثراء في العنصر البشري، وفي المقومات الثقافية لبلدانهم، في حين أن بعض بلداننا العربية تتحول التعددية فيها إلى عامل تجاذب وصراع لا يبقي ولا يذر للأسف. والغريب أن حضارتنا العربية الإسلامية عُرفت على مر التاريخ بقدرتها على احتضان وتوظيف كافة مظاهر التعدد والتسامح داخل مكوناتها. وكذلك ديننا الإسلامي يدعو إلى التسامح الديني والتعايش السلمي والتعارف بين الناس. ولذا أعتقد أن علينا الاستفادة من موروث حضارتنا وروح ديننا الحنيف لتجاوز كافة أشكال الاحتقان الطائفي أو القومي داخل بلداننا العربية. بوعلام الأخضر - باريس