حكومة "الوحدة" فرصة تاريخية... ومخاوف من هجمات محتملة في الخارج انتقادات للشرطة الإسرائيلية لتعاملها "الوحشي" مع مظاهرة سلمية في إسرائيل، وتشديد إجراءات الحماية للمسؤولين العسكريين الإسرائيليين في الخارج خوفاً من هجمات محتملة، ودعوة إلى إصلاح قانون الانتخابات والأحزاب في إسرائيل... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية. أساليب وحشية تحت عنوان "أوقفوا الأساليب الوحشية ورخصوا للمظاهرات"، انتقدت "هآرتس" ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء الماضي، بشدة الطريقة العنيفة التي تعاملت بها السلطات مع مظاهرة احتجاجية سلمية في تل أبيب. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن خبر إلغاء الانتخابات المبكرة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية دفع نحو ألف شخص للخروج إلى شوارع تل أبيب من أجل الاحتجاج على ما سموه "مناورة دنيئة"، مضيفة أنه كان يفترض، في بلد يصف نفسه بأنه الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، أن يرحب بمظاهرة عفوية رداًّ على تطور سياسي دراماتيكي، ما يعكس مستوى معيناً من الانخراط في النشاط المدني. ولكن الذي حصل جاء على النقيض من ذلك، تقول الصحيفة، حيث تفيد شهادات العديد من المتظاهرين بأن المظاهرة السلمية قوبلت بمعارضة شرسة، حيث تحركت قوات الشرطة الضخمة التي أُرسلت إلى الموقع بوحشية كبيرة تجاه المتظاهرين، وشمل ذلك الضرب والرفس. وخلال المظاهرة نفسها، تم توقيف خمسة أشخاص من بينهم صحفيون. وقد تم سحب أحدهم على الأرض، وعندما حاول أن يُظهر لرجال الشرطة بطاقته الصحفية، دُفع إلى الأرض ووُضع في مركبة الشرطة. كما جرى اعتقال نشطاء اجتماعيين بارزين، من بينهم العضو في مجلس مدينة تل أبيب "يوعاف جولدرينج". الشرطة قالت إن المظاهرة لم يكن مرخصاً لها، ولذلك لم تسمح للمتظاهرين بالسير نحو مقر حزب "الليكود"، ولكن الصحيفة ردت على ذلك بالتأكيد على أن المتظاهرين كانوا سلميين واكتفوا بالتعبير المشروع عن غضبهم من الحكومة، ولذلك، فإن سلوك الشركة العنيف غير مبرر ومثير للقلق، مضيفة أنه يبدو كما لو أن الشرطة كانت تستعرض قوتها وتتمرن استعداداً لاحتجاجات الصيف المرتقبة. تشديد الإجراءات الأمنية ضمن عددها لأمس الجمعة، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست"، نقلاً عن مسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي، أن الأخير عمد مؤخراً إلى زيادة وتعزيز الإجراءات الأمنية المخصصة لحماية كبار الضباط والوفود العسكرية الرسمية التي تسافر إلى الخارج خلال الأشهر الأخيرة، وذلك وسط معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران و"حزب الله" يخططان لهجمات على مثل هذه الأهداف، مثلما تزعم الصحيفة. وحسب هذه الأخيرة دائماً، فإن هذه الأخبار حول تشديد الإجراءات الأمنية تأتي عقب سلسلة من المحاولات الهجومية خلال الآونة الأخيرة "يُعتقد أن إيران و"حزب الله" حاولا تنفيذها في تايلاند وجورجيا والهند وأذربيجان"، مضيفة أن كل المحاولات أُحبطت باستثناء هجوم في نيودلهي أسفر عن جرح زوجة مسؤول في وزارة الدفاع يعمل في السفارة الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن المسؤول قوله: "إن التهديد ازداد بشكل مهم خلال نصف العام الماضي... ويبدو أن ثمة زيادة في الحوافز لتنفيذ مثل هذا الهجوم مثلما تُظهر المحاولات الأخيرة". وعن الجهات التي تقف وراء هذه المحاولات المزعومة، قالت الصحيفة إن "حزب الله" يُعتقد أنه يحاول مهاجمة إسرائيل من أجل الثأر لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية في 2008، الذي قُتل في تفجير سيارة في دمشق نسب إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، مضيفة أن إيران أيضا يُعتقد أنها تسعى جاهدة إلى الثأر لاغتيال عدد من علمائها النوويين خلال العامين الماضيين. ولكن الصحيفة نقلت عن المسؤول الإسرائيلي قوله أيضاً: "إنها لا تقتصر على إيران و"حزب الله" فقط ولكن "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وعناصر الجهاد العالمي أيضاً ستنظر إلى هجوم على ضابط أو وفد من الجيش الإسرائيلي في الخارج على أنه نجاح". "فرصة تاريخية" صحيفة "يديعوت أحرنوت" أجرت حواراً خاصاً مع "شاؤول موفاز " زعيم حزب "كاديما" نشرته ضمن عددها ليوم أمس الأول الخميس، وفيه دافع قائد الأركان السابق عن قراره بالانضمام إلى الائتلاف الحكومي الجديد بقيادة بنيامين نتنياهو الذي أُعلن عنه يوم الثلاثاء، والتخلي بالتالي عن فكرة تنظيم انتخابات مبكرة في شهر سبتمبر المقبل. غير أن قرار موفاز الانضمام إلى الائتلاف الحكومي الجديد بقيادة نتنياهو أسال مداداً كثيراً في إسرائيل وانتقادات قوية لزعيم "كاديما" على اعتبار أن الرجل كان حتى عهد قريب من أشد المعارضين والمنتقدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث كان لا يتوانى عن التنديد بقيادة نتنياهو، بل ويتهمه بالكذب، ويقسم بأغلظ الأيمان بأنه لم ينضم إلى حكومة نتنياهو... هذا إلى أن أُعلن يوم الثلاثاء عن الخبر المفاجأة. "عندما اتخذتُ قرار اتخاذ هذه الخطوة التاريخية، التي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة لدولة إسرائيل، كنت أعلم أنه ستكون ثمة انتقادات. إنني لست غافلاً عن ذلك، ولكنني أدرك أيضاً أنه عندما يتخذ الزعماء قرارات صعبة ومهمة، عليهم أن يعرفوا كيف يتقبلوا الانتقادات وينظروا إلى المستقبل وإلى ما هو أفضل لإسرائيل ولمستقبلها"... هكذا قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي المعين حديثاً للصحيفة بعد أيام قليلة على انضمامه إلى الائتلاف الحكومي. ورداًّ على سؤال حول كيف أن موفاز كان يصف نتنياهو بالكذب قبل أن يصبح هذا الأخير فجأة جديراً بالثقة في عينيه لدرجة أنه انضم إلى حكومته، قال موفاز، الذي عُين أيضاً وزيراً بدون حقيبة: "منذ (وصف نتنياهو بالكاذب)، تحدثتُ معه وقررنا وضع ذلك خلفنا لأن أمامنا سلسلة من العمليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. والآن، لدينا قاعدة للتقدم إلى الأمام معا وأعمالنا هي التي ستتحدث نيابة عنا". "وقت الإصلاح" صحيفة "جيروزاليم بوست"اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء أن انضمام حزب "كاديما" إلى الحكومة بغرض تشكيل أوسع حكومة ائتلافية في تاريخ إسرائيل، بـ94 عضواً في الكنيست، يمثل "فرصة فريدة" من أجل إصلاح قانون الانتخابات والأحزاب، داعيةً إلى تشجيع الأحزاب الصغيرة إلى الانضمام إلى الأحزاب الأكبر ومشددةً على أهمية تشجيع الناخبين على اختيار الأحزاب الأكبر المنتمية إلى التيار الرئيسي الغالب. فالصحيفة ترى أن الحكومات التي تضم في تشكيلتها أحزاباً صغيرة تميل عادة إلى التشجيع على خلق أحزاب سياسية ذات أجندات راديكالية أو ضيقة لا تمثل سوى جزء صغير من السكان أو لديها شعبية عابرة، ومن الأمثلة على ذلك حزب المتقاعدين أو الأحزاب الدينية أو حزب شينوي. وحسب الصحيفة، فإن الائتلافات الحكومية تشكَّل عبر جمع خليط من الفصائل المختلفة، مما يُنتج حكومات تعاني من الانقسام والعجز. ذلك أنه في حالات كثيرة، يستطيع حزب واحد إسقاط حكومة، مما يمنحه قوة تأثير لا تعكس حجمه الحقيقي. كما أن السياسيين يميلون إلى أن يكونوا متملقين ومستعدين لاتباع سياسة الحزب وتوجهاته، ولا يكترثون لتمثيل الناخبين مادام أن إعادة انتخابهم تتوقف على الحسابات السياسية الحزبية الداخلية، وليس على شعبيتهم الشخصية. لتذهب الصحيفة إلى أنه لا غرو بالتالي أن معدل عمر الحكومات الإسرائيلية بين 2000 و2009 كان أقل من ثلاث سنوات، وهي مدة أقصر بكثير من المعدل العالمي، محذرةً من أن لهذا الأمر تداعيات سيئة على التخطيط الحكومي طويل المدى؛ ولكنها تقول: "الآن وفي ظل ائتلاف كبير ومستقر، يستطيع نتنياهو وموفاز القيام بالإصلاح حيث فشل زعماء سياسيون سابقون". إعداد: محمد وقيف