"المستقبل العربي": خطة طريق ---------- صدر العدد الأخير من دورية "المستقبل العربي"، وقد تصدرته كلمة تأبين للرئيس أحمد بن بلة (1916 – 2012)، وكلمة تأبين أخرى لعبد الحميد مهري (1926 – 2012). كما تضمن العدد أربعة بحوث، هي: "السمات المشتركة للنظم العربية وتعاطيها مع المتغّير الثوري" (عبد الحي قاسم)، "الفكر العربي المعاصر: دراسة في النقد الثقافي المقارن" (إليزابيث سوزان كساب)، "الأطر الخبرية لتغطية الصحف المصرية للصراع الطائفي في العراق بين السنة والشيعة والأكراد خلال عامي 2005 و2006: دراسة تحليلية" (محمد جاد المولى)، وأخيراً "من أعلام الفكر القومي: حامد ربيع ونموذجه التركيبي التفسيري للصهيونية وبنيتها العنصرية" (أحمد ثابت). كما اشتمل العدد على حلقة نقاشية بعنوان "ليبيا... إلى أين؟) أعدها وقدمها الدكتور محمود جبريل. هذا فضلا عن ملف بعنوان "الثورة والانتقال الديمقراطي في الوطن العربي: نحو خطة طريق"، وفيه ثلاثة بحوث: "عوامل قيام الثورات العربية" (سعد الدين إبراهيم)، و"سوريا: محاصرة الديمقراطية" (ميشيل كيلو)، "الآفاق الديمقراطية في الثورة اليمنية" (محمد عبد الملك المتوكل). وفي باب آراء ومناقشات نقرأ المقالات التالية: "المستقبل المغربي البديل" (مصطفى الفيلالي)، "رأي في تعامل القوميين مع صعود الإسلاميين" (معن بشور)، "التسويق الإسلامي والعلامات التجارية في أوروبا" (أحمد عامر عامر). أما في باب كتب وقراءات فهناك مراجعة للكتب الآتية: "سلطة الإقصاء الشامل: تشريح الحكم الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، كتب مراجعته فانسان روماني. و"الرؤية والبنية في روايات الطاهر وطار" (لمؤلفه إدريس بو ديبة)، وقد أعدّ المراجعة محمد سيف الإسلام بوفلاقة. وأخيراً "الأسر العلمية: ظاهرة فريدة في الحضارة الإسلامية" (لمؤلفه خالد حربي)، وقد راجعه ولخصه علي غازي. The Atlantic بداية كارثية ومقاربة مختلفة -------- اشتمل العدد الأخير من مجلة The Atlantic على عدد من الموضوعات، فتحت عنوان "من ضحية إلى معتدٍ: سنة جنوب السودان الأولى الكارثية"، تطرقت المجلة إلى موضوع الحرب التي نشبت مؤخراً بين شطري السودان إثر احتلال القوات الجنوبية منطقة إهليج الغنية بالنفط، فقالت إنه رغم أن أي حرب تنشب في أي منطقة غالباً ما يكون لها منطقها الخاص، فإن المعارك بين شطري السودان لم يكن لها مثل هذا المنطق، إذ تنتمي إلى تلك النوعية من الصراعات التي تندلع نتيجة تراكم سلسلة طويلة من الحسابات، وسوء الحسابات، والمناورات السياسية الداخلية، والضغوط الخارجية، وأنها في النهاية حرب "تقوم على زخمها الخاص غير القابل للسيطرة عليه". لكن أغرب ما ارتبط بهذه الحرب أن الجهة التي بدأتها هي دولة جنوب السودان التي تحولت إلى معتد على الشمال، بعد أن ظلت طويلاً تدعي أنها ضحية، وهو اعتداء ينم عن انعدام الشعور بالمسؤولية لدى القيادة الجنوبية التي كان عليها بعد الاستقلال أن تعد قائمة بالأولويات العاجلة التي يتعين القيام بها في الأجل القصير، لا أن تتصرف بتلك الطريقة غير المسؤولة. وتحت عنوان "ما سبب اختلاف مقاربة أوباما لسوريا عن مقاربته لإيران؟"، رأى "جيوفري جولدبرج" أنه رغم كون مقاربة إدارة أوباما الخطابية مناوئة لما يقترقه الأسد من قتل لأبناء شعبه، فإن تلك المقاربة الخطابية لم تقترن بالأفعال والإجراءات التي يمكن أن تسرّع من رحيل الأسد، بينما يدمج أوباما في مقاربته لإيران بين الخطاب المناوئ وبين العقوبات الصارمة. والسبب كما يرى الكاتب أن موقف أوباما تجاه إيران يرمي إلى إجبار نظامها على الرضوخ للمطالب الدولية بشأن برنامجها النووي للحيلولة دون قيام إسرائيل بشن هجوم عسكري عليها، أما بالنسبة لسوريا فهو يتردد في الذهاب لذلك الحد نظراً لما قد يترتب على سقوط نظام الأسد من تداعيات على الإقليم لايمكن التكهن بمداها.