تحديات تنتظر محور باريس- برلين... وشراكة عسكرية بين واشنطن وبكين ---------- الضغوط الأميركية على الهند من أجل وقف استيرادها للنفط الإيراني، وتصويت الفرنسيين ضد التقشف، والتعاون العسكري بين الولايات المتحدة والصين، وإدانة الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سيراليون... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. --------- ضغط النفط صحيفة "ذا هيندو" الهندية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الهند يوم الاثنين الماضي، زيارة "لم يتصدر جدول أعمالها... موضوع باكستان أو أفغانستان أو حتى الإرهاب، وإنما رغبة إدارة أوباما القوية والشديدة في تضييق الخناق على إيران"، حيث طلب من نيودلهي "خفض وارداتها النفطية وصفقات تجارية أخرى مع طهران". الصحيفة أكدت أن الهند تحترم كليّاً القيود التجارية التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران عقب رفض هذه الأخيرة تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم، ولكنها لفتت إلى أن العقوبات الأممية لا تشمل صادرات النفط الإيرانية. وإذا كانت الهند تبدي ممانعة في وجه هذه الضغوط، تضيف الصحيفة، فإن الحكومة الهندية لم تقم بما يكفي لحل المشاكل المالية ومثيلتها المتعلقة بالنقل والتأمين التي خلقتها التهديداتُ الأميركية للمصافي الهندية. الصحيفة تقول إن الهند أيضاً، وعلى غرار بلدان أخرى في المنطقة، لا ترغب في رؤية إيران تحصل على أسلحة نووية، مثلما أنها لا ترغب في رؤية مواجهة أو حرب حول هذا الموضوع. ولذلك، فإن الهند مطالَبة اليوم بإحداث توازن بين مصالح متنافسة ومعقدة: تكلفة مصادر نفط بديلة مقابل علاقتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة؛ والأخطار الممكنة على المدى الطويل لظهور قوة نووية أخرى في الحي مقابل تداعيات حرب أخرى حول "أسلحة الدمار الشامل" في المنطقة. فرنسا: نعم للتغيير تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ذا إيدج" الأسترالية افتتاحية خصصتها للتعليق على نتيجة الانتخابات الرئاسية في فرنسا. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن النتيجة، وإن لم تكن مفاجئة، إلا أنها ترقى في نهاية المطاف إلى اختيار بين شخصيتين وسياستين: بين الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي "الزئبقي"، ومنافسه فرانسوا هولاند "الهادئ". وفي النهاية، حصل ما كان يخشاه ساركوزي، حيث أصبح أول رئيس يحكم لولاية واحدة في فرنسا منذ هزيمة فاليري جيسكار ديستان على يد فرانسوا ميتران قبل 31 عاماً، في حين أصبح هولاند أول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ 17 عاماً. الصحيفة قالت إن هامش الفوز الضيق الذي حققه هولاند (51,6 في المئة مقابل 48,4 في المئة، حسب النتائج شبه النهائية) لم يرق إلى الـ53 في المئة التي حصل عليها ساركوزي في انتخابات 2007. ولكنه كان يمكن أن يكون أسوأ، خاصة في حال زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف مارين لوبن، التي فازت بـ18,1 في المئة من أصوات الجولة الأولى، رمت بثقلها وراء ساركوزي الذي كان سعيداً بلعب ورقة المهاجرين -ولكن بدون جدوى. ذلك أن بال الناخبين الفرنسيين كان منشغلًا بأشياء أخرى أهم، وبالرغبة في التغيير، وبخاصة معارضة تدابير التقشف الاقتصادي التي تتبناها منطقة اليورو وتهدد فرنسا بأزمة ديون سيادية. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن ساركوزي هو الزعيم الأوروبي الحادي عشر الذي سقط منذ 2008، مضيفة أن النتيجة غير الحاسمة للانتخابات اليونانية (التي جرت الأحد الماضي أيضاً) وشكلت مؤشراً آخر على الاستياء العام من التدابير التقشفية، يمكن أن ترفع هذا العدد. ذلك أن الحزبين الرئيسيين في البلاد، اللذين يهيمنان على الحياة السياسية منذ أربعة عقود تقريباً، لم يتمكنا من الحصول سوى على ثلث الأصوات بينهما، بينما استطاع حزب "الفجر الذهبي" اليميني المتطرف الفوز بـ7 في المئة من الأصوات. وترى الصحيفة أنه لن يكون لدى الرئيس الفرنسي المنتخَب وقت ليضيعه بعد تنصيبه الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن إحدى الأولويات الملحة هي ترسيخ علاقة جديدة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أجل التوصل إلى أفضل السبل لإثبات صحة قوله "أخيراً، لم يعد التقشف أمراً حتميّاً"، مع التوصل في الوقت نفسه إلى توافق اقتصادي مناسب يرضي البلدين. شراكة عسكرية ضمن عددها أمس الخميس، علقت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية على الزيارة التي أداها وزير الدفاع الصيني ليانج جوانجلي إلى الولايات المتحدة على مدى أسبوع، معتبرة إياها أحدث مبادرة من بكين وواشنطن لبناء ثقة استراتيجية متبادلة وتعميق التبادلات بين الجيشين. وفي هذا السياق، اعتبرت الصحيفة أن نتائج زيارة المسؤول الصيني، التي دامت أسبوعاً وانتهت أمس الخميس، مشجعة حتى الآن؛ حيث تم الاتفاق، خلال اللقاء الذي جمع ليانج مع نظيره الأميركي "ليون بانيتا" يوم الاثنين، على مواصلة المحادثات التشاورية، والإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة، وتحسين التبادلات والتعاون في سلسلة واسعة من المجالات. كما اتفق الجانبان على القيام بتمرينات مشتركة في المساعدة الإنسانية والإغاثة من الكوارث، ومحاربة القرصنة هذا العام. وهذه النتائج، تقول الصحيفة، تجسد رغبة الجانبين في تشجيع وتعزيز التبادلات العسكرية، وتؤشر إلى بداية في تعميق العلاقات العسكرية بين البلدين. وعلى رغم عدد من الخلافات، إلا أن الصحيفة تقول إن العلاقات العسكرية بين الجانبين تعرف تحسناً عموماً، على رغم فترات الفتور التي تعرفها التبادلات العسكرية بين البلدين أحياناً بسبب قرار الولايات المتحدة بيع أسلحة لتايوان. غير أن أنشطة الولايات المتحدة الاستطلاعية في المناطق الساحلية الصينية وتحول الاهتمام الأميركي إلى منطقة آسيا- المحيط الهادي، الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه يستهدف الصين، زرع أيضاً بذور الارتياب، كما تقول. وفي هذا السياق، حذرت الصحيفة من أن سوء التعاطي مع هذه الخلافات سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، معتبرة أن من مصلحة البلدين التعاون في المجالات الأمنية في منطقة آسيا- المحيط الهادئ. ولهذا، تضيف الصحيفة، فإن من المهم أن يواصل الجيشان تعزيز الحوار والتواصل، وتعميق التعاون البراجماتي، والتعاطي بشكل مناسب مع الخلافات والموضوعات الحساسة. إدانة "تايلور" صحيفة "جابان تايمز" اليابانية علقت ضمن عددها ليوم الثلاثاء على إدانة الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور، أواخر الشهر الماضي، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سيراليون، مشيرة إلى أن الحكم الذي أصدرته في السادس والعشرين من أبريل الأخير المحكمة الخاصة لسيراليون المدعومة من الأمم المتحدة بمقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، يعد الأول الذي يصدر عن محكمة دولية ضد رئيس دولة سابق منذ محاكمات نورمبرغ التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وهو ما اعتبرته "تذكيراً طال انتظاره بأنه لا أحد محصن من العقاب". ولئن كان العديد من الضحايا في ليبيريا وسيراليون قد رحبوا بالحكم، الذي أذيع مباشرة على الهواء في البلدين، فإن آخرين يخشون أن يردع ذلك آخرين ويثنيهم عن التخلي عن السلطة عندما يتم تحديهم، وقد يدفعهم إلى محاولة المقاومة حتى آخر رمق، على غرار ما حدث مع القذافي العام الماضي. ولكن الصحيفة تطعن في هذا التحليل، معتبرة أن اعتقاد بعض الزعماء الأفارقة أنهم يستطيعون الإفلات من العدالة هو الذي قد يجعلهم يرتكبون أعمالًا غير قانونية. إعداد: محمد وقيف