قرأت مقال الدكتور خالد الحروب: "روسيا والصين... والثورات العربية؟"، وأعتقد أن توجيه النقد إلى النظامين السياسيين في هاتين الدولتين الكبريين لا يفيد القضايا العربية في الوقت الراهن، وعلى الأرجح لن يؤدي أيضاً إلى زحزحة موقفيهما من الأزمة السورية. فطبيعة النظامين السياسيين القائمين فيهما شأن يعني شعبيهما، ونحن لا علاقة لنا به، من قريب ولا من بعيد. وما يعنينا حقاً هو أن هاتين الدولتين تتمتعان بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن، ونأمل منهما أن تراعيا تطلعات الشعوب العربية. وإذا كانت الآمال لا تكفي وحدها لتغيير مواقف الدول الكبرى لأنها عادة تتكلم بلغة المصالح، هنالك أيضاً ورقة ضغط عربية هي الشراكة الواسعة التي تربطهما بالدول العربية، وهذه الشراكة يمكن الدفع بها قدماً لما فيه مصلحة الدول العربية وروسيا والصين اللتين لن تفرطا في علاقاتهما مع كل الدول العربية من أجل هذا النظام غير المستقر أو ذاك. ولو استشعر الروس والصينيون أن أمامهم خياراً واضحاً بين تعزيز علاقات التعاون مع الوطن العربي كله، أو الاستمرار في توفير مظلة حماية دولية للنظام السوري في مجلس الأمن أعتقد أنهما لن تترددا في الانحياز لمصالحهما المتمثلة في شراكات واسعة مع قرابة عشرين دولة عربية، بدل الرهان على نظام يرجح أن أيام بقائه باتت معدودة. محمد عبد الحميد - عمان