قرأت مقال الدكتور رياض نعسان آغا: "بين الإسلام والإسلاميين"، وأود التأكيد على اتفاقي مع معظم ما ورد فيه، وخاصة قوله إن: "الإسلام بقي حاضراً في نفوس الناس، وهم يعيشونه في حياتهم العادية والاجتماعية بعيداً عن شكل الحكم وأسلوبه". والحقيقة أن محاولات بعض جماعات الإسلام السياسي احتكار الحديث باسم الدين أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، وذلك لأن تلك الجماعات ليست في الواقع سوى أحزاب سياسية يطمح أصحابها للاستحواذ على السلطة أو المناصب، وذلك شأن يعنيهم، أما الدين فهو لجميع المسلمين، ولا يحق لأي جماعة أو حزب العمل على سرقة حق التدين من الناس. وفي هذا المقام أرى أن أفضل طريقة للتعامل مع إشكالية خلط الدين بأجندات الجماعات هي أن يتم إبعاد السياسة والسياسيين عن مجال التدين العام، وأن تدخل تلك الجماعات إلى عالم السياسة بحقيقتها وصفتها الفعلية كأحزاب وقوى طامحة، أو بالأحرى طامعة، في القفز على مقاعد السلطة والنفوذ والمنافع الشخصية والحزبية، وليس كجماعات تتكلم باسم الدين. لأن الشأن الديني للجميع، ولا يحق لأحد أو فئة الاستحواذ عليه. لؤي خالد - بيروت