أرض ومحراث وظلُّ... ذاك النعيم الأجلُّ... هذا ما يقوله لسان حال الفلاح الفلسطيني المعمر عبد اللطيف سرور (87 سنة)، وهو يتفيأ ظلال شجرة زيتون معمرة هنا في قرية بُدرس في الضفة الغربية. إنها استراحة فلاح قديم، يستعيد شريط الذكريات وأيام البركة، ضمن لحظة قيلولة هادئة في الأرض المباركة، على رغم جموح الأحداث والمواجهات المعتادة بشكل يومي تقريباً ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي. يذكر أن زراعة الزيتون تعتبر قطاعاً رئيسيّاً في الاقتصاد الفلسطيني، حيث تستقطب عدداً كبيراً من الأيدي العاملة. وتعتبر الزراعة فيه مورداً مهمّاً للعملة الصعبة. ولذا يصر جيش الاحتلال دائماً، وبمختلف الطرق والذرائع، على مضايقة العاملين في هذا القطاع، بسرقة الأرض، وتجريف الحقول، وقطع أشجار الزيتون. ولكن تعلق الفلاح الفلسطيني بأرضه وبقائه فيها لا يقل أيضاً إصراراً. ولذلك فلسان حال الحاج سرور يقول مرة أخرى: على صدوركم باقون كالجدار، وفي حلوقكم كقطعة الزجاج كالصبار، وفى عيونكم زوبعة من نار، نجوع نعرى نتحدى ننشد الأشعار. (إي بي أيه).