أدلى رئيس البرازيل الأسبق، هنريك كاردوسو، الذي تولى حكم بلاده خلال الفترة ما بين عامي 1995 و2003، بتصريح ملفت للنظر، مؤخراً، يشيد فيه بما قامت به دولة الإمارات على مدار السنوات الماضية من استراتيجيات ورؤى مستقبلية محدّدة للتطوير والتنمية تعتمد على التنويع الاقتصادي بعيداً عن قطاع الطاقة، وأكد في تصريحه أن التجربة الإماراتية يمكن أن تكون محط أنظار البرازيل التي يمكنها أن تتعلم منها الكثير، من خلال استخلاص الدروس وتطبيقها لديها. جاء هذا التصريح للرئيس البرازيلي الأسبق في العاصمة أبوظبي خلال ترؤسه وفد بلاده الذي زار الإمارات مؤخراً، وهو الوفد الذي ضم مجموعة كبيرة من ممثلي المؤسسات البرازيلية، الحكومية منها والخاصة، وعدداً من كبار رجال الأعمال، واستهدفت الزيارة تعرُّفاً متبادلاً بين الطرفين على فرص التعاون والعمل المشترك في ما بينهما، واستكشاف الفرص الاستثمارية لدى كل منهما، والتي يمكن أن تكون موضعاً لشراكات بين مؤسساتيهما. إن الشهادة التي أدلى بها الرئيس البرازيلي الأسبق تعبر، دون أدنى شك، عن إعجابه بالنجاحات التي حققتها دولة الإمارات في الجوانب التنموية وبالمستوى الذي وصلت إليه من تطور وازدهار في مختلف الصُّعد، كما أنها تعبر عن ثقته بالاقتصاد الإماراتي، وعن مستوى التنويع الذي وصلت إليه القاعدة الإنتاجية في الدولة، وأنها باتت تحوي عدداً من القطاعات والأنشطة غير النفطية القادرة على مواصلة النمو الاقتصادي بعيداً عن دعم القطاعات النفطية لها، بل أصبحت قادرة على تحريك الاقتصاد الوطني ذاتياً على طريق النمو، وحمايته من مظاهر عدم الاستقرار التي يمكن أن تعتريه في حال تعرّض أسواق الطاقة العالمية لأي أزمات محتملة في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء. هذه التصريحات لها أيضاً نصيب من الأهمية كونها صادرة عن رئيس أسبق للبرازيل، وهي الدولة التي قطعت أشواطاً طويلةً في التنمية على مدار العقود الماضية، حتى أصبحت حالياً واحدة من الاقتصادات الصاعدة الأكثر أهمية على مستوى العالم، بل إنها تمثل قطباً رئيسياً من أقطاب مجموعة الـ"بريك"، وهي المجموعة التي تضم أكبر خمسة اقتصادات صاعدة في العالم. إن تصريحات الرئيس البرازيلي الأسبق تعد شهادة منه على أن التجربة التنموية الإماراتية تسير في الاتجاه السليم، وأن ما وصلت إليه الدولة حتى الآن من إنجازات في هذا الجانب ليس إلا مقدمة للكثير من الإنجازات، وأن الخطوات التي قطعتها الدولة على هذا الطريق ليست إلا خطوات معدودة على طريق طويل من العطاء المستمر. إن زيارة الوفد البرازيلي للإمارات بالإضافة إلى أهمية التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأسبق، تفتح الباب أمام المزيد من التعاون من أجل توثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الدولتين، لتبادل الخبرات وفتح الأسواق أمام المنتجات المتبادلة والدخول في شراكات اقتصادية واستثمارية، وهو ما يتوقع أن يعود بالنفع الكثير على الطرفين، لما لديهما من خبرات تنموية وإمكانات اقتصادية وآفاق واسعة وواعدة للنمو والتنمية والازدهار ومنافسة الدول الأخرى كل في منطقته وفي مجال تنافسه وتميزه عن الآخرين. ـــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.