حصول الفيلم الوثائقي "دمعة من أجل المطر"، الذي أنتجته هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، العام الماضي، ويصور المأساة الإنسانية التي تعرض لها أبناء القرن الأفريقي والمعاناة التي عاشوها خلال الأشهر الماضية، على العديد من الجوائز في "مهرجان نيويورك الدولي للتلفزيون والأفلام 2012"، يعكس بوضوح مدى التقدير للنشاط الإنساني الفاعل، الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر، وجهودها في تخفيف معاناة الضحايا في مختلف مناطق الكوارث والأزمات. لقد أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر، أن حصد الهيئة هذه الجوائز سيضاعف من المسؤولية الملقاة على عاتقها، وأنها لن تدخر وسعاً في سبيل تحقيق تطلعاتها الإنسانية عبر الانتشار والتوسع في البرامج التي تخدم المستهدفين داخل الدولة وخارجها وتلبي احتياجات المستضعفين وتعمل على تحسين أوضاعهم، وهذا ينسجم مع الفلسفة التي تنطلق منها الهيئة في ممارسة نشاطها الإنساني. ففي الداخل تحرص على تحقيق انتشار أوسع في برامجها لتشمل الفئات المحتاجة، خاصة تلك التي تعاني ظروف ضيق ذات اليد، من خلال تقديم المساعدات للطلبة المحتاجين، والتكفل بسداد ديون عدد من المواطنين والمقيمين من جنسيات مختلفة من المسجونين في قضايا مدنية، ومساعدتهم في العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية في المجتمع. أما في الخارج، فإن الهيئة تمثل إحدى أهم الأذرع لتنفيذ النشاط الإنساني للدولة في مختلف مناطق الأزمات والكوارث، وكثيراً ما طرحت العديد من المبادرات التي تستهدف إما جمع التبرعات للمتضررين وإما تنسيق الجهود الإنسانية في مناطق الكوارث والأزمات، فضلاً عن حرصها البالغ على تعزيز الشراكة مع المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وتوثيق الصلات وتوحيد الجهود وتنسيق البرامج معها، إيماناً منها بأن تضافر الجهود وتكاملها هو السبيل لمواجهة التحديات الكبرى التي يواجهها العمل الإنساني والمنظمات العاملة في هذا الحقل الحيوي والمهم. النشاط الإنساني الفاعل الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، يحظى بالتقدير من جانب المنظمات الأممية والدولية المعنية بالعمل الإنساني، وكان آخرها إشادة تاداتورو كونواي، رئيس "الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر"، خلال زيارته للدولة قبل أيام، والذي أكد أن الهيئة تعد من الجمعيات الوطنية الفاعلة والمؤثرة في محيطيها الإقليمي والدولي، وتعمل على تحقيق أهداف الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ومبادئها من خلال سعيها الحثيث إلى الحد من شدة الاستضعاف وتحسين الحياة في المناطق المهمشة وتعزيز التضامن مع القضايا الإنسانية التي تؤرق الكثير من الشعوب". لقد أصبحت الإمارات عنواناً للخير والعطاء في دول العالم أجمع، لأن هناك التزاماً ثابتاً من جانب قيادتنا الرشيدة بدعم العمل الإنساني، والنهوض به، لأنه امتداد طبيعي لمسيرة الخير والعطاء الإنساني التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من خلال مواقفه النبيلة تجاه القضايا الإنسانية التي تؤرق الكثير من شعوب العالم، وهذا ما أشار إليه بوضوح سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، حينما أكد سموه أن "الدولة اختطت نهجاً متميزاً وأسلوباً منفرداً في تعزيز أوجه العمل الخيري والإنساني وفتحت الأبواب على مصاريعها أمام الجميع للمساهمة والمشاركة الفاعلة في تحقيق التطلعات الإنسانية للقيادة الرشيدة". عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية