قرأت مقال الدكتور وحيد عبدالمجيد المنشور هنا يوم الخميس الماضي، وعنوانه "أين يقف الإسلاميون السوريون؟"، وأعتقد أنه بذلك السؤال قد وضع إصبعه على الجانب الحساس في الانتفاضة السورية الحالية، حيث لا يملك الكثيرون من أنصار هذه الانتفاضة والمساهمين في دينامياتها إلا أن يتساءلوا عن النوايا الحقيقية للإسلاميين السوريين، ليس الآن فقط ولكن في ساعة الحقيقة، حين تزول الدكتاتورية ويشرع السوريون في إعادة بناء الدولة الوطنية وفق القواعد التي انتفضوا بسبب غيابها ومصادرتها في الحالة القائمة منذ حوالي ستين عاماً. وأعني القبول بالنظام الديمقراطي، قواعد وقيماً وأصولاً، وبالتعددية الثقافية والفكرية في مجتمع متعدد الثقافات والأعراق مثل المجتمع السوري. ما يريده الجميع من الإسلاميين السوريين أن يراعوا حقائق المجتمع السوري، لا سيما الحقائق الدينية والطائفية والعرقية، وأن يقرنوا الأقوال بالأفعال، وأن لا يكرروا محاولات وقعت في بلدان أخرى حيث قامت الفصائل الدينية بالسطو على الثورة ومصادرتها. وهذا ما لا يريد السوريون أن يتكرر في بلادهم أيضاً. محمد عبدالرحمن -قطر