المسار الصعب للانتخابات الفرنسية... والحوار المكثف لاحتواء الأزمة السودانية دعوة لتسوية المشاكل العالقة بين السودان وجنوب السودان بشكل سلمي، ونتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، وقمة الأميركتين التي احتضنتها كولومبيا مؤخراً... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. أزمة السودانَين ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، علقت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية على التصعيد الذي عرفه النزاع بين دولة السودان وجارتها المستقلة حديثاً جنوب السودان، تصعيد تقول إنه لم يُظهر أي مؤشر على التهدئة هذا الأسبوع، مما يغذي مشاعر قلق عميق في صفوف المجتمع الدولي، داعية الجانبين إلى ضبط النفس والإحجام عن القيام بخطوات متهورة، مشددة على أهمية أن تدرك كل من الخرطوم و"جوبا" أن اندلاع حرب شاملة بين الجانبين لا يخدم مصلحة أي منهما. وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" تنديده القوي يوم الاثنين بالقصف الجوي الأخير الذي نفذته القوات الجوية السودانية في جنوب السودان، داعيّاً الخرطوم إلى "وقف الأعمال الحربية فوراً"، حاثاً الجارتين على العودة إلى الحوار في أقرب وقت ممكن. المعركة الأخيرة بين الجارتين وقعت في منطقة هجليج الغنية بالنفط قبل أن تنسحب منها القوات السودانية الجنوبية يوم الأحد، وهي منطقة تقول الصحيفة إنها شكلت مركز عقود من الحرب الأهلية في السودان. وبعد حصول جنوب السودان على استقلاله في يوليو الماضي، ظل تقسيم الثروة النفطية إحدى المشاكل العالقة التي لم تتم تسويتها بين الجانبين. وبالنظر إلى أن النفط هو شريان الحياة الاقتصادي بالنسبة للبلدين، تقول الصحيفة، فإنه يتعين عليهما أن يحافظا على هدوئهما وبرودة أعصابهما وحل النزاع عبر المفاوضات، مضيفة أن حقيقة كون معظم البنى التحتية النفطية في المنطقة توجد في السودان، بينما توجد أكثر من 70 في المئة من احتياطاتها النفطية في جنوب السودان، إنما تشير إلى أن أي تحرك أحادي الجانب لن يخدم مصلحة أي من الجانبين. الصحيفة أكدت أن البلدين لديهما مصالح مشتركة، ويعتمد أحدهما على الآخر على نحو متزايد، معتبرة أنه إذا عالج الجاران نزاعهما بشكل مناسب، فإنهما يستطيعان التوصل إلى حل مفيد للجانبين. أما الحرب، فمن شأنها فقط أن توجه ضربة قوية للاقتصادين، وتؤدي إلى مزيد من المعاناة للشعبين. ثم ختمت بالقول إن كيفية التوفيق بين مصالحهما وإيجاد حل مقبول للجانبين سيشكل اختباراً للحكمة السياسية للزعماء في كلا البلدين. الانتخابات الفرنسية صحيفة "ذا هيندو" الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت الأحد الماضي، ومنحت الحزب الاشتراكي واليسار الفرنسي "أفضل نتائجهما" منذ 1988، حيث حصل المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند على 28,6 في المئة من الأصوات مقابل 27,2 في المئة لساركوزي. وعلى رغم أن هامش فوزه لم يكن مرتفعاً مثلما كان يأمل اليسار، تقول الصحيفة، إلا أنه يجعل ساركوزي أولَ رئيس منتهية ولايته يخسر الجولة الأولى منذ تأسيس الجمهورية الخامسة في 1958. وفي حملته للجولة الثانية، يتوقع أن يكثف ساركوزي خطابه المعادي للمهاجرين على أمل ضمان مشاركة عدد كافٍ من أنصار مارين لوبين (زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف) في الجولة الثانية المقررة في السادس من مايو. غير أن الصحيفة تعتقد أن ذلك سيجعله يدفع ثمناً موازيّاً عبر خسارة دعم يمين الوسط. وفي المقابل، فإن خصمه سيجد صعوبة في بلوغ 50 في المئة التي سيحتاجها على اعتبار أن نسبة مشاركة اليسار في الجولة الأولى بلغت 44 في المئة فقط، ما يعني أنه يتعين على هولاند أن يعمل على جذب الناخبين من أنصار يمين الوسط (فرانسوا بايرو) أو الاعتماد على الإمكانية غير المرجحة المتمثلة في شعور أنصار ساركوزي بالخطر من نتائج الجبهة الوطنية إلى درجة أنهم سينشقون بأعداد كبيرة. إلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أن الانسجام والتصميم اللذين أظهرهما جان لوك ميلانشون من أقصى اليسار شكلا مفاجأة الحملة الانتخابية، ولكن الـ11 في المئة التي فاز بها لن تضيف ما يكفي من الرياح لأشرعة الاشتراكيين. وختمت الصحيفة بالقول إن وعود هولاند الرئيسية، مثل مزيد من التقنين والتنظيم للقطاع المالي وضريبة 75 في المئة على المداخيل التي تفوق مليون "يورو"، تلقى صدى معتبراً، ولكنه سيحتاج إلى قدر كبير من دعم الناخبين حتى يستطيع انتزاع الرئاسة من ساركوزي. "قمة حزينة للأميركتين" صحيفة "جابان تايمز" اليابانية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على قمة الأميركتين السادسة التي احتضنتها كولومبيا مؤخراً بمشاركة 34 رئيس دولة. قمة هيمن عليها موضوعان رئيسيان، حسب الصحيفة. الأول هو الإقصاء المستمر لكوبا عن هذا الاجتماع في وقت ترغب فيه معظم الحكومات اللاتينية في مشاركة كوبا: فبعد نصف قرن من الزمن، رسخ فيديل كاسترو نفسه كلاعب إقليمي، ولكن غيابه يمثل دليلاً على نفوذ الولايات المتحدة وتأثيرها. وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن تكتلاً يضم ثماني دول أعلن أنه لن يشارك في الاجتماعات المقبلة في حال لم يتم توجيه الدعوة إلى كوبا. وكان أوباما قال "إن كوبا، وخلافاً للبلدان الأخرى المشاركة، لم تنتقل بعد إلى الديمقراطية... ولم تحترم بعد حقوق الإنسان الأساسية". ولكن الصحيفة ترى أن كاسترو هو أيضاً أقدم زعيم في المنطقة، ويتمتع بدعم معتبر بين شعوب وحكومات العديد من بلدان أميركا اللاتينية. وإذا كان إقصاؤه قد يرضي كتلة ناخبة قوية في فلوريدا، فإنه يثير تساؤلات بشأن الإعلانات أو النتائج التي تنتج عن الاجتماع. أما الموضوع الثاني الذي طغى على الاجتماع فهو سياسة المخدرات. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن السياسة السائدة عبر المنطقة هي "الحرب على المخدرات" التي تحركها الولايات المتحدة منذ أكثر من أربعة عقود، على رغم تأثيرها المحدود على الأسعار أو استعمال المخدرات. حرب كان من نتائجها مبالغ مالية ضخمة لتجار المخدرات، والمساهمة في الفساد عبر النصف الغربي من الكرة الأرضية، ودعم الإرهاب، وعسكرة العديد من الدول. لتخلص الصحيفة إلى أن هذه المقاربة فشلت بكل المعايير تقريباً، وتحتاج لإعادة نظر. وفي هذا السياق، قال الرئيس الكولومبي "خوان مانويل"، مستضيف القمة، إن المشاركين اتفقوا على "الحاجة إلى دراسة نتائج سياسة محاربة المخدرات الحالية وبحث مقاربات جديدة من أجل تقوية القتال واكتساب فعالية أكبر". ولكن للأسف، تقول الصحيفة، فأوباما، وعلى غرار معظم الزعماء السياسيين الأميركيين، غير مستعد لبحث بدائل ممكنة. والحال أن التصلب في وجه الفشل المتكرر ومواصلة المطالبة بأن يتمسك زعماء آخرون بالسياسة الفاشلة لا يعملان إلا على إضعاف مصداقية قمة الأميركتين من جديد. يوم الأرض صحيفة "تورونتو ستار" الكندية خصصت افتتاحية للتعليق على يوم الأرض الذي يتم تخليده في العالم في الثاني والعشرين أبريل من كل سنة من أجل زيادة التوعية بأهمية البيئة الطبيعية لكوكب الأرض والحفاظ عليها. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن التحديات البيئية التي نواجهها قد تبدو كبيرة جدّاً؛ فهذا هو الكوكب الوحيد الذي تمتلكه البشرية، ومع ذلك فإننا مستمرون في تسميم ونهب وتعرية الأرض بشكل ممنهج. وعلى رغم أدلة علمية قوية على أن الخطر بات وشيكاً، إلا أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري ما زالت تنفث في السماء. كما أن عدداً كبيراً من الأنواع باتت معرضة للخطر. ومن السهل النظر إلى هذه الاتجاهات والشعور باليأس، تقول الصحيفة. غير أن ذلك يقلل في المقابل من شأن التقدم الذي أحرز بخصوص المواضيع البيئية خلال فترة نصف القرن الماضية. فقد تم تسجيل انتصارات حقيقية جداً، مثل حظر عالمي على كربونات الكلوروفلور، والحد من استعمال مادة "دي. دي. تي"، وإزالة الرصاص من الجازولين، على سبيل المثال لا الحصر. على أنه سيكون ثمة المزيد، تقول الصحيفة التي تعتبر أن من المهم أن نضع ذلك في أذهاننا، وخاصة هذا اليوم الذي يخلد فيه نحو مليار نسمة في أكثر من 170 بلداً "يوم الأرض". إعداد: محمد وقيف