اختيار سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة "الاتحاد النسائي العام"، الرئيس الأعلى لـ"مؤسسة التنمية الأسرية"، رئيسة "المجلس الأعلى للأمومة والطفولة"، شخصية العام المتميّزة للدورة الرابعة عشرة لـ"جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميّز" هو وسام تقدير جديد، يعكس المكانة الكبيرة لأم الإمارات، وما تقوم به من أدوار متميّزة ورائدة في مجالات دعم المرأة الإماراتية وتمكينها، وبصفة خاصة في مجال تعليم المرأة وعملها، التي أصبحت شريكاً رئيسيّاً في مسيرة النهضة الإماراتية. تستحق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" كل تكريم وتقدير، ليس فقط لأنها أخذت على عاتقها العمل على تمكين المرأة، وتوفير البيئة التي تساعدها على القيام بأدوارها في خدمة المجتمع، وإنما أيضاً للمبادرات الرائدة التي تبنتها سموها ورعتها، وكان لها أكبر الأثر في الارتقاء بمكانة المرأة في المجتمع، ولعلّ مبادراتها في مجال التعليم خير مثال على ذلك، فمكتب توظيف الخريجات الذي تمّ إنشاؤه قبل سنوات بمبادرة كريمة من سموها بات يقوم بدور مهم في تأهيل الخريجات من خلال الدورات التدريبية التي يوفرها للمتقدّمات، والتي تنمّي مهاراتهن بالشكل الذي يسمح لهن بالمنافسة بقوة في سوق العمل في الدولة، وقد نجح المكتب بالفعل في توفير وظائف للكثير من هؤلاء الخريجات في مختلف مؤسسات الدولة، كما أطلق "الاتحاد النسائي العام" خلال السنوات الماضية عدداً من المشروعات المهمّة التي ركّزت في مجملها على تطوير قدرات المرأة، وإكسابها العلوم العصرية الحديثة، كمشروع المرأة والتكنولوجيا الذي يهدف إلى تمكين المرأة في مجال تقنية المعلومات، ومشروع المبادرات الوطنية لإدماج النوع الاجتماعي الذي يهدف إلى تعزيز الشراكة بين "الاتحاد النسائي العام" والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في مجال إدماج قضايا المرأة في العملية التنموية. تؤمن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بأن تقدّم أي أمة ورقيها لن يتحقق إلا بمشاركة المرأة إلى جانب الرجل، ولذا تضع في مقدّمة أولوياتها العمل على تهيئة المرأة وإعدادها كي تقوم بدورها المنشود في خدمة المجتمع، والتعليم الجيد لاشكّ إحدى أهم هذه الآليات، وهذا يفسّر المبادرات المتعدّدة التي تتبناها في هذا المجال، والتي كان لها أكبر الأثر في تعظيم دور المرأة الإماراتية في مسيرة التعليم، حيث ارتفعت نسبة حضورها في مختلف التخصّصات العلمية في الجامعات المحلية والدولية، حيث تشير الإحصاءات المختلفة إلى أن نسبة الطالبات الجامعيات تعدّ من أعلى نسب التعليم العالي في العالم. تحظى "أم الإمارات" بمكانة كبيرة لدى أبناء الوطن جميعهم، لما قدّمته وتقدّمه من خدمات جليلة في خدمة المجتمع وتطوّره، ودورها الرائد في تمكين المرأة الإماراتية، وتعظيم مكتسباتها في المجالات كافة، وذلك بفضل جهود سموها الجبارة التي تقوم بها، سواء من خلال المبادرات والحملات التي تتبناها، أو من خلال ترؤسها لكثير من المؤسسات المعنية بعمل المرأة، والتي استطاعت أن تضع الاستراتيجيات والسياسات التي كان لها أكبر الأثر في تمكين المرأة وتفعيل دورها في الحياة العامة، ولهذا أصبحت نموذجاً مشرّفاً للقيادات النسائية في المنطقة والعالم يحظى بالتقدير والاحترام المتزايد من جانب المنظمات والهيئات المعنية بالمرأة في الداخل والخارج، الأمر الذي انعكس في حصولها على عشرات الجوائز والأوسمة، تقديراً لإسهاماتها المتميّزة في مجال تمكين المرأة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية