مخاوف من ترسانة سوريا الكيماوية...والتزام أميركي بدعم أفغانستان هل ثمة بدائل من خلالها تتدخل واشنطن في الأزمة السورية؟ وماذا عن مخزون الأسلحة الكيماوية في هذا البلد المضطرب؟ وكيف يشبه الزعيم الكوري الشمالي أباه؟ وإلى أي مدى ستلتزم واشنطن بمساعدة أفغانستان بعد 2014؟ ... تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. "خطة ب" تحت عنوان "مطلوب خطة ب من أجل سوريا"، خصصت "واشنطن بوست" افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، لرصد تطورات الأزمة السورية، قائلة: الخبر الجيد الوحيد بخصوص سوريا منذ أن انخرطت إدارة أوباما في خطة الأمم المتحدة للسلام التي وصفتها الصحيفة بالخاملة، هو أن هذه الإدارة ألمحت إلى البدء في النظر لبدائل أخرى. خطة عنان التي تتضمن نقاطاً ستة لم تحظ بأي احترام من قبل نظام بشار الأسد، والنتيجة التي كانت متوقعة هي مقتل ما يزيد على ألف سوري. الرئيس السوري لن ينهي- عبر الدبلوماسية- هجماته على المدن السورية، ولن يسمح بالتظاهرات السلمية أو بإطلاق سراح السجناء السياسيين، فهو غير عازم على ترك السلطة، أو السماح بانهيار نظامه، والجهود التي يبذلها مبعوثو الأمم المتحدة ومن قبلهم مبعوثو الجامعة العربية وتركيا، وفرت غطاء لانتهاكات الأسد وفظاعاته. وحسب الصحيفة، فإن التحدي الذي يتعين على إدارة أوباما مجابهته، يتمثل في الاعتراف بالحقائق والمضي في خيارات تهدف علناً إلى إنهاء حكم "الأسد". حتى الآن لم تقم الإدارة الأميركية بهذا، حيث صرحت وزيرة الخارجية الأميركية بأنها ستدعم المبادرة التالية لمجلس الأمن الدولي والخاصة بإرسال 300 مراقب غير مسلح، لرصد ما تصفه بوقف غير موجود لإطلاق النار. وينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها في "الناتو" أن يعرفوا محصلة عمل بعثة مراقبي الجامعة العربية التي نفذت مهمتها في سوريا أواخر العام الماضي، ولم تتمكن من وقف العنف الذي يمارسه النظام، وبالتركيز على الدبلوماسية وعلى عمل المراقبين، تكون الحكومات الغربية، ببساطة، قد منحت الأسد مزيداً من الوقت، للقتل. الصحيفة انتقدت اللجوء إلى مزيد من العقوبات ضد "الأسد"، لأن ذلك لن يمنعه من الاستمرار في نهجه. وحسب الصحيفة نوهت هيلاري كلينتون إلى تركيا كبلد عضو في "الناتو" يمكن تطبيق المادة رقم 4 من ميثاق الحلف ، حيث يتطلب الأمر استشارة "الناتو" عندما يتعرض أمن أو أراضي عضو فيه للخطر، علماً بأن القوات السورية أطلقت النار على الحدود التركية، التي ينتشر فيها آلاف اللاجئين السوريين، وأية استشارات محتملة بين أعضاء الحلف ستسفر بالطبع عن اقتراحات، من بينها تخصيص منطقة عازلة – وفق اقتراح تركي فرنسي- للمساعدات الإنسانية داخل الأراضي السورية، وتلك خطوة لو تحققت ستتطلب قوة عسكرية، وقد تتسبب في انهيار النظام السوري. وزيرة الخارجية الأميركية تطرقت إلى دعم المعارضة السورية، بما في ذلك تدشين خاصرة للمساعدة في تركيا، وهذا يصبح مفيداً خاصة وأن معظم المساعدات لا تصل إلى المعارضة، وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن "الأسد سيسقط عندما تتوقف هجماته ويتم الرد عليها، وذلك يتطلب سياسة أميركية تتبنى هذا الهدف. الخطر الكيماوي يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "احتواء أسلحة سوريا الكيماوية"، استنتجت "كريستيان ساينس مونيتور" أنه في غمرة القتال الدائر في سوريا، ثمة قليل من الاهتمام بمخزون هذا البلد من الأسلحة الكيماوية. وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تحاول التحقق من استخدام هذه الأسلحة أو إمكانية تعرضها للسرقة، كما يتطلب الأمر من روسيا أن تضغط على الأسد كي يؤكد أن هذه الأسلحة مُخزّنة بشكل جيد. ورغم كل التوتر والقتال الدائر في سوريا، ليس هناك من لديه قلق تجاه مصير هذه الأسلحة ومخزوناتها ومواقعها. وثمة تساؤلات من بينها: هل ستتعرض هذه الأسلحة للسرقة؟ أو هل سيتم نقلها؟ وهل يتم استخدامها إذا ما بدأ النظام في الانهيار؟ لا أحد يعرف الإجابة. وترى الصحيفة أنه على النقيض من إيران التي لديها قدرات نووية، أو كوريا الشمالية التي تجري تجارب نووية تحت الأرض، فإن أسلحة روسيا الكيماوية جاهزة للاستخدام، تحديداً في حرب أهلية غير مؤكدة. وحسب الصحيفة، هناك تقرير صدر في مارس الماضي عن "مركز جيمس مان لدراسات حظر الانتشار"، التابع لمعهد مونتيري للدراسات الدولية"، مفاده أن "سوريا برميل بارود كيماوي جاهز للانفجار"، وهذا الوصف أثار مخاوف الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن وتركيا، وهناك بعض الدول التي تحدثت عن خطط لمنع استخدام هذه الأسلحة أو الحيلولة دون وصولها إلى أياد الإرهابيين، وذلك من خلال مراقبة مواقع تخزين هذه الأسلحة وحراسة الحدود السورية بدقة. وضمن هذا الإطار، أخبر أحد المسؤولين الأميركيين شبكة CNN الإخبارية بأن حراسة المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية يتطلب نشر 75 ألف جندي، والأردن التي تستوعب آلافاً من اللاجئين السوريين قد يقع عليه الخيار لتنفيذ هذه المهمة. الالتزام الأفغاني يوم أمس، وتحت عنوان "الالتزام بأفغانستان"، رأت "واشنطن بوست" أن المهمة الأميركية في أفغانستان عانت خلال الشهور الماضية من انتكاسات شملت تعرض القوات الأميركية لهجمات على يد أفغان، ومقتل 17 مدنياً أفغانياً على يد رقيب في الجيش الأميركي وحرق نسخ من المصحف في قاعدة أميركية. لكن ثمة اختراق وقع يوم الأحد الماضي، تمثل في وضع إطار اتفاقية للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأفغانستان، من خلالها تلتزم واشنطن بمد يد العون لأفغانستان خلال عقد كامل بعد الانسحاب الأميركي المقرر تنفيذه نهاية عام 2014. المفاوضات الخاصة بهذه الاتفاقية استغرقت عامين، ولم يتم الانتهاء منها بعد، وإقرارها يحتاج موافقة البيت الأبيض والبرلمان الأفغاني والرئيس الأفغاني. الاتفاق يفتح الطريق أمام نجاح للحرب الأفغانية على المدى الطويل يتضمن الحفاظ على الحكومة الأفغانية، التي تقاوم المتطرفين وتمكنها من الدفاع عن نفسها. وبغض النظر عن أبعاد هذه الاتفاقية، فإن الالتزام الأميركي تجاه أفغانستان يبقى مثيراً للجدل، وثمة أمور متوقعة من أوباما يفترض أن يقم بها بعد توقيع الاتفاقية خاصة أنه لم يزر أفغانستان منذ 18 شهراً ولم يلق خطاباً بشأنها منذ ما يزيد على عام. ديكتاتور بيونج يانج "من شابه أباه فما ظلم"... هكذا عنونت"كينساس سيتي ستار" افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، قائلة إن الزعيم الكوري الشمالي الجديد فجّر مفاجأة خلال الاحتفال بمرور مائة عام على ميلاد جده، فخلال استعراض عسكري كبير أدلى "كيم يونج أون" كلمة استغرقت 20 دقيقة وتم بثها في كافة أنحاء البلاد، وهذا سلوك تراه الصحيفة مغايراً لما كان عليه حال والده الراحل الذي كان صوته لا يكاد يُسمع من الجماهير، إلى أن يحض الحضور على الوقوف صفاً واحداً. لكن إذا كان هناك من يتوقع أن الديكتاتور الشاب سيطبق مقاربة جديدة في كوريا الشمالية، فإنه سيصاب بالإحباط، ذلك لأنه قال إن أولويته الأولى والثانية والثالثة هي تقوية الجيش، وواصل الترويج لخديعة مفادها أن بلاده قوة صاعدة، مشيراً إلى أن التقنيات العسكرية لم تعد حكراً على الإمبرياليين. الزعيم الشاب لم يتطرق لفشل إطلاق الصاروخ بعيد المدى الذي كان يحمل قمراً صناعياً، أو دلالات هذا الفشل على قدرات بلاده التقنية، ولم يشر أيضاً إلى أن قرار إطلاق هذا الصاروخ الذي يتعارض مع تعهدات سابقة بعدم تجريب صواريخ بعيدة المدى، جعل واشنطن تلغي خططها الرامية لتزويد بيونج يانج بمساعدات غذائية. وقبل تسلم "أون" السلطة تساءل بعض المحللين عما إذا كان الزعيم الشاب سيدشن مساراً يخفف به عزلة بلاده، ويحد من وطأة الفقر على شعبه، فهو تلقى تعليمه بسويسرا وكان مولعاً بنجم كرة السلة "مايكل جوردون"، ومع ذلك ثمة تقارير تقول إنه طالب ضعيف أمضى معظم وقته في ممارسة كرة السلة وألعاب الفيديو... الصحيفة تقول: في القرن الثالث الميلادي أوصى أحد أباطرة الرومان ولده بأن يعتني بالجنود أولاً، كي يضمن أنهم يتلقون رعاية من الإمبراطور، لكن للأسف يبدو "كيم" الصغيو مصراً على فعل الشيء ذاته بغض النظر عن التكلفة وعن من سيضحي ويدفع الفاتورة. إعداد: طه حسيب