تنطلق دولة الإمارات العربية المتحدة من ثوابت راسخة في ممارسة نشاطها الإنساني الخارجي، تعكس رؤيتها الحضارية والأخلاقية التي تؤمن بضرورة التضامن بين الشعوب لمواجهة التحديات الإنسانية المترتبة على الأزمات والكوارث والصراعات، وهذا ما أشار إليه مؤخراً سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس "هيئة الهلال الأحمر"، لدى استقباله تاداتيرو كونواي، رئيس "الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر" والوفد المرافق له، فقد أكّد "التزام الإمارات بثوابتها في تقديم المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في كل مكان وفقاً للحاجة، ومن دون أي اعتبارات أخرى غير إنسانية". أحد ثوابت العمل الإنساني الإماراتي أنه ينطلق من اعتبارات أخلاقية في الأساس، تجد روافدها في الموروث الثقافي والمجتمعي لشعب الإمارات الذي يؤمن بالتضامن والتكافل في مساعدة المحتاجين، وتستند كذلك إلى تراث طويل من العطاء وعمل الخير، أسس له المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولهذا تتعامل الدولة مع هذه المساعدات كونها واجباً تستدعيه اعتبارات الأخوة الإنسانية، والإيمان بالمصير البشري المشترك، لذلك فإنها حينما تقدم هذه المساعدات الإنسانية تحرص على أن تكون بعيدة عن اعتبارات السياسة، وموجهة للتخفيف من معاناة البشر، فالحاجة هي المعيار الوحيد لتقديم المساعدات، من دون نظر إلى لون أو عرق أو دين، وهذا يبدو واضحاً في اتساع المناطق التي تشملها المساعدات الإنسانية للدولة من عام إلى آخر، وكذلك في المبادرات الجديدة التي يتم إطلاقها من حين لآخر، وتستهدف مساعدة الفقراء والمحتاجين في العالم أجمع. وإضافة إلى ما سبق، فإن أهم ما يميز النهج الإنساني لدولة الإمارات إقليمياً ودولياً أنه يتجاوز المفهوم التقليدي لتقديم المساعدات، ويتبنى رؤية مختلفة تقوم على الربط بين العمل الإنساني والتنمية من خلال المساهمة المباشرة في تنفيذ المشروعات الصحية والتعليمية والإسكانية وغيرها، والتي تخدم التنمية بمفهومها الشامل، ومن ثم تعمل على تحقيق الاستقرار في المجتمعات المحلية في الدول التي يتم تنفيذها فيها، وتضمن استفادة أكبر عدد ممكن من السكان منها. هذه الثوابت التي تحرص دولة الإمارات على تطبيقها في ممارسة نشاطها الإنساني على الساحة الخارجية، أسهمت بشكل كبير في تبوئها للمكانة المتقدمة التي تحتلها ضمن منظومة القوى الخيرة والمانحة في العالم، وجعلت منها نموذجاً يحتذى به في العمل على تطوير النشاط الإنساني العالمي وتعظيم مردوداته الإيجابية لمصلحة البشر في كل مكان، ولهذا يحظى دورها الإنساني بالتقدير المتزايد من جانب المنظمات المعنيّة بالعمل الإنساني، وهذا ما أشار إليه بوضوح تاداتيرو كونواي، رئيس "الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر"، الذي أكد أهمية المبادرات التي تضطلع بها الدولة لتحسين مستوى الخدمات الإنسانية، وترقية مجالات العمل الإغاثي، وتعزيز أوجه الحماية لضحايا الكوارث والأزمات. وتقدم دولة الإمارات، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، نموذجاً للعطاء الإنساني، الذي لا يكتفي بالتفاعل بإيجابية مع التحديات الإنسانية في مختلف مناطق الأزمات والكوارث، وإنما يحرص على تقديم المبادرات التي تسهم في تنسيق الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية، ولهذا أصبحت تشكل ركناً مهماً من أركان العمل الإنساني الدولي بشهادة المنظمات العالمية المعنية بهذه القضية. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية