لاشك أن القضية التي أثارها مقال: "احتياطيات النفط... مؤشرات عالمية" للدكتور محمد العسومي بالغة الأهمية، وذلك لأن مستقبل أمان سوق الطاقة تتوقف عليه حركة الاقتصاد العالمي، واستقرار الأسواق. ومع ما تتصف به تلك الجهات البحثية والعلمية -التي أشار إليها المقال- من مصداقية إلا أنني أفترض أيضاً أن المسألة قد لا تكون بعيدة عن ممارسة نوع من الضغط على أسواق الطاقة، بإطلاق مثل هذه الافتراضات، حتى لو كانت علمية. غير أن القول بتآكل احتياطيات النفط العالمية يعني أيضاً في وجهه الآخر توافر ورقة قوة في يد الدول المنتجة، حيث إن من شأن ذلك تعزيز موقفها، بحيث سيكون في مقدورها زيادة الأسعار دون أن يكون هنالك بديل في سوق الطاقة يعوض عن صادراتها من النفط والغاز. وفي الوقت نفسه أيضاً يفتح مجال الطاقات البديلة هامش تعويض آخر عن الطاقات ذات المنشأ الأحفوري، وهو هامش يتوقع أن يتسع مع مرور الوقت، خلال العقود المقبلة. جمعة الزهراني - جدة