لم تنجح عقود الحكم الشيوعي الماوي الصارم، حيث حاول ماوتسي تونج فرض دكتاتورية الفلاحين بدلاً من دكتاتورية البروليتاريا في النسق الأصلي لنظرية ماركس، وتعميم "الثورة الثقافية" ضد كل ما هو أصيل وتاريخي في الصين... لم تنجح في إزالة الآثار والشواهد العمرانية على عراقة الصين الحضارية. فهذه الشواهد وتلك الآثار، هي ما تحتفي به الصين اليوم أيما احتفاء، ويجذب لها ملايين السياح من أصقاع المعمورة كلها. وفي هذه الصورة نرى طفلة صينية تمسك علماً صينياً صغيراً في بكين، عند بوابة "المدينة المحرمة"، حيث يفد سنوياً أكثر من عشرة ملايين سائح إلى هذا المعلم العمراني المبهر في تاريخ الصين. ففي "المدينة المحرمة" أو "المدينة القرمزية"، يقع القصر الإمبراطوري الذي يعد من المعالم التاريخية لمدينة بكين، وكان مقر إقامة الأباطرة من أسرتي "مينج" و"تشينج". وقد استغرق تشييده 14 سنة (1406-1420)، وهو أكبر مجموعة من القصور القديمة المحفوظة في الصين. ليس هذا فحسب، بل يوجد في القصر الإمبراطوري حوالي مليون قطعة من التحف الفنية النادرة، لذلك فهو متحف شامل يجمع بين الفنون المعمارية القديمة والآثار الإمبراطورية والفنون القديمة المختلفة. (أ.ب)