كانت مبادرة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بإطلاق اسم الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران على شوارع في الإمارة مبادرة مهمة خاصة في هذه الآونة. ولكن وجود هذه المبادرة في حد ذاته شكل من أشكال المقاومة والاحتفاء السنوي بهذه الجزر سيجعلها حاضرة على الدوام في الإدراك الجمعي لدى الإماراتيين. ومن المهم أيضاً أن رفض الاحتلال يأخذ كل الأشكال الممكنة، فالمنهج الدراسي لا يكفي وحده أن يُذكر فيه الجزر المحتلة، التي احتلتها إيران عدواناً وظلماً، هناك فرصة الرفض في مهرجانات خطابية وفي جمعية لمناهضة الاحتلال، وفي حراك شعبي يكون بعيداً عن الحلول الدبلوماسية، وتكون نابعة من ضمير الشعب الذي يدرك حقيقة معاناة سكان جزيرة أبوموسى. فعندما احتلت إيران جزرنا لم تراع الجيرة أو قيم الأخوة، إنما كانت تمضي في غيها. لذلك كانت المقاومة السلمية هي أقصر الطرق لتحقيق هدف الحرية، فالاحتلال يتشابه كثيراً في غيه وفي انهزامه وفي خوفه من أدنى تفاصيل الرفض. وإلا لماذا تخاف إسرائيل من حجارة صغيرة في يد طفل فلسطيني؟ ولماذا تكره شعر المقاومة والكوفية الفلسطينية؟ كلها انعكاس للخوف الذي يسكن عقل المستبد الذي لا يراوح مكانه مخافة هجوم مباغت، حتى لو كان بقصيدة تقول نرفضك وأرضنا حرة أبية. استخدام أسماء الجزر في تفاصيل حياتنا اليومية حتى في أصغرها من شأنه أن يقض مضجع المعتدي وأن يحوله إلى مهووس بالخوف المباغت، والقلق من ليلة تأتي بصوت طفولي ينادي بحرية أرضه. أقل حقوقنا أن نكون في موضع المقاومة، وأن نعلم صغارنا، ونؤكد لهم أن الجزر ملك لدولة الإمارات العربية المتحدة المطلة على الخليج العربي، وأن ما ارتكبته الجارة كان اعتداء سافراً وتعدياً على القيم والأعراف الدولية. آن الأوان أن نقاوم إيران سلمياً وبصوت أطفالنا وبأفكارهم وألوانهم وأناشيدهم وكتبهم المدرسية. فقد كان تسامحنا وطول صبرنا فرصة لإيران لاستغلال كل هذا الانتظار في طابور التحكيم الدولي، لكن الآن وبعد كل هذه الممارسات التي لا تختلف كثيراً عن إسرائيل لابد من صوت يعلو يدعو إلى حرية بلاده بكامل خريطتها السياسية ويغرد بسلام مفعم بالإصرار بأن الحرية قادمة والصبح قريب.