"وجه إسرائيل": فوضوية الاستيطان وعودة "صلاح" التغاضي الإسرائيلي عن تواصل النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعودة الشيخ رائد صلاح إلى إسرائيل بعد فوزه في معركة قضائية في بريطانيا، ومقابلة صحفية مع القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق... موضوعات من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. المستوطنون... فوضويون صحيفة "هآرتس" أشارت ضمن افتتاحية عددها لأمس الجمعة إلى أن رئيس الوزراء، وعدداً من أعضاء الحكومة، وضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي افتخروا هذا الأسبوع بانتصارهم على "الفوضويين" الذين أرادوا عرقلة القانون والنظام -في إشارة إلى نشطاء السلام الأجانب- وإلى أن المدافعين عن المقدم شالوم إيزنر جادلوا بأن نائب قائد كتيبة نهر الأردن الذي ضرب وجه ناشط سلام دانماركي ببندقيته، إنما كان يحمي جنوده من مجموعة من "الفوضويين"! لكن الصحيفة ترى أن الفوضوي هو الشخص الذي ينكر على الدولة احتكارها للسلطة، وهو ما ينطبق تماماً على جزء كبير من المستوطنين الإسرائيليين الذين لا يقيمون أي وزن لحكم القانون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأصبحوا سادة الأرض. وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى تقارير تفيد بأن جزءاً كبيراً من مستوطنة "ميتزف كراميم" العشوائية بُني بدون ترخيص على أرض فلسطينية خاصة العام الماضي، مضيفةً أن البناء غير الشرعي تواصل رغم وثائق رسمية تُظهر الملكية الخاصة للأرض ورغم أوامر "الإدارة المدنية" الإسرائيلية بوقف الأشغال. كما أفادت تقارير أخرى بأن أشغال البناء في مستوطنة "أفيجاييل" العشوائية في مرتفعات الخليل الجنوبية لم تتوقف إلا بعد شكاوى متكررة من قبل حاخامات لمنظمة هيومان رايتس ومنظمة "تعايش". وتقول الصحيفة إن المستوطنين يعولون على مؤيديهم في الفصائل اليمينية داخل الكنيست التي تقوم بإعداد مشروع قانون من أجل شرعنة نهب الأراضي الفلسطينية. وعلاوة على ذلك، فإن هيئة يرأسها القاضي السابق في المحكمة العليا إدموند ليفي تم تشكيلها من أجل بحث طرق أخرى لشرعنة المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية بأثر رجعي. وتستغرب الصحيفة أنه في مقابل تصميم السلطات في صراعها ضد نشطاء السلام وحقوق الإنسان الدوليين، فإن المستوطنين محصنون من القانون والجهات المكلفة بفرضه وتطبيقه ويستمتعون بالدعم الصريح للمسؤولين المنتخَبين. وبالنظر إلى التصرف المخزي الذي أتى به رئيس الوزراء وعدد من أعضاء حكومته، تقول الصحيفة، فقد حان الأوان لكي يلقي المدعي العام يهودا وينشتاين بكامل ثقله من أجل وقف من يمارسون الفوضى الحقيقية بمباركة من الحكومة. عودة رائد صلاح صحيفة "جيروزاليم بوست" أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على عودة الشيخ رائد صلاح، رئيس "الجناح الشمالي للحركة الإسلامية" في إسرائيل، والاستقبال الحار الذي لقيه من قبل نحو 300 من أنصاره والمتعاطفين معه في المطار لدى عودته من بريطانيا يوم الاثنين ظافراً بعد نحو عشرة أشهر من المواجهات القضائية التي توجت بحكم لصالحه يبطل قراراً لوزارة الداخلية البريطانية بترحيله بتهمة التحريض على الكراهية ومعاداة السامية. ومن بين مستقبليه، أشارت الصحيفة بشكل خاص إلى النائبين العربيين في الكنيست طلب الصانع وجمال زحالقة، إضافة إلى محمد زيدان رئيس لجنة المراقبة للقيادة العربية الإسرائيلية. وقالت إن صلاح استقبل استقبال الأبطال، لاسيما في مدينته أم الفحم التي ظلت منذ أيام تستعد لإقامة احتفالات فرحاً بعودته. الصحيفة قالت إن جزءاً كبيراً من هذا الأمر ساهمت فيه حقيقة أن إسرائيل ظلت تتساهل على مدى سنوات مع "خطابات صلاح اللاذعة واستفزازاته الكبيرة"، مضيفةً أن ما حدث هو أن صلاح ازداد حظوة ومكانة بين عرب إسرائيل وارتفعت شعبيته إلى مستوى ينبغي أن يشعر معه الإسرائيليون بالقلق، بالنظر إلى "تحريضه المستمر". كما ترى أن القضاء الإسرائيلي لم يتجرأ خلال السنوات الأخيرة على معاقبة صلاح لـ"تآمره الصريح وتحريضه على التمرد". وهو ما كانت له عواقب في بريطانيا. ففي يونيو الماضي، حظرت وزيرة الداخلية تيريسا ماي على صلاح دخول بريطانيا بسبب "خطاباته المحرضة على الكراهية"، وعلى أساس أن وجوده فيها "لا يخدم الصالح العام". واعتقل لاحقاً في لندن، بعد أن تبين أنه دخل بريطانيا متحدياً قرار المنع. لكنه خرج في الأخير منتصراً بعد الحكم الاستئنافي. وهنا ترى الصحيفة أن من الأمور التي ساهمت في انتصار صلاح حقيقة أن إسرائيل بدا أنها تتسامح معه أكثر مما فعلت وزارة الداخلية البريطانية، حيث خلصت محكمة الهجرة العليا، التي نظرت في استئناف صلاح، إلى أن القضية ضده "ضعيفة للغاية"، ضعف رأت الصحيفة أنه يعزى في جزء كبير منه إلى حقيقة أن صلاح لا يُعتبر تهديداً في إسرائيل التي يعد من مواطنيها وحيث هو حر ليفعل ما يشاء، كما تقول. ثم ختمت بالقول إنه إذا كانت وزيرة الداخلية البريطانية قد اعتقدت أن صلاح خطير، فإن إسرائيل تؤثر عدم القيام بأي شيء للظهور بمظهر البلد المتسامح، وهو أمر ينبغي أن يبعث على التفكير والتأمل، كما تقول. اتفاق لا يدوم ضمن عددها لأمس الجمعة ، نشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً حول مقابلة صحفية أجرتها صحيفة "ذا فورورد" اليهودية الأميركية مع القيادي في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق، وستنشر يوم الجمعة المقبل، ومن أهم ما جاء فيها -حسب هآرتس"- قول أبو مرزوق إن أي اتفاق قد تعقده السلطة الوطنية الفلسطينية مع إسرائيل سيكون موضوع تعديلات هامة، وإنه في حال وصلت "حماس" إلى الحكم، فإن أي اتفاقية ستكون هدنة مؤقتة، حتى وإن كانت قد أُيدت باستفتاء شعبي. وفي معرض تعليقها على هذه التصريحات، اعتبرت الصحيفة أن تصريحات أبو مرزوق تعكس موقفاً أكثر تشدداً بالمقارنة مع موقف زعيم الحركة خالد مشعل "الذي ينظر إليه من قبل البعض باعتباره المنافس الرئيسي لأبو مرزوق". ذلك أنه سبق لمشعل أن قال غير ما مرة إنه سيلتزم بأي اتفاقية موقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في حال كان الشعب الفلسطيني يؤيدها. وتقول الصحيفة إن تصريحات أبو مرزوق ينظر إليها من قبل البعض باعتبارها رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بعدم الدفع بمفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية، على اعتبار أنه لا يمكن أن يتعامل إلا مع حركة "حماس"، مشيرة إلى أن زعماء الحركة والحكومة الإسرائيلية متفقون على أنه من المستحيل حل النزاع في الوقت الراهن. وأوضحت الصحيفة أن مساعد رئيس تحرير صحيفة "فورورد"، لاري كوهلر إيسس، التقى بأبو مرزوق في القاهرة التي انتقل إليها هذا الأخير بعد مغادرته دمشق. ونقلت الصحيفة عن أبو مرزوق قوله إن منظمته لن تعترف بإسرائيل كدولة، إذ قال: "إنها ستكون مثل العلاقة بين لبنان وإسرائيل أو سوريا وإسرائيل". وهو ما يعني -حسب الصحيفة- وقف إطلاق نار بدلاً من اتفاقية سلام مثل تلك التي تجمع إسرائيل بالأردن أو مصر. "الوجه القبيح لإسرائيل" بهذا عنونت صحيفة "يديعوت أحرنوت" مقال رأي لزيف لينشنر نشرته بعددها ليوم الثلاثاء، وفيه انتقد الكاتب بشدة الاعتداء الذي نفذه مقدم في الجيش الإسرائيلي ضد شاب دنماركي، والذي قام فيه ضابط من الجيش الإسرائيلي برتبة مقدم بتوجيه ضربة عنيفة بواسطة بندقيته إلى وجه ناشط دانماركي أمام عدسات الكاميرا. وفي هذا السياق، يقول لينشنر إن أسهل شيء هو الاختباء وراء مبررات واهية من قبيل "تحركات نشطاء السلام الاستفزازية"، و"يوم صعب في المنطقة"، و"جو حار ألهب المزاج"... من أجل تعليل هذه المعاملة الوحشية. لكن الحقيقة المؤسفة، يضيف الكاتب، هي أن صعلوكاً يرتدي بذلة مقدم في الجيش ضرب بقوة خد أحد المحتجين بواسطة بندقيته، وهذا "مؤشر خطير لا يمكن لمجتمع أخلاقي أن يتسامح معه ولا ينبغي بكل تأكيد أن يقبله". ويتساءل الكاتب: كيف وصلنا إلى حالة يستقبل فيها محتج يقود دراجته -حتى وإن كان ساذجاً وغريب الأطوار ومزعجاً- من قبل الجيش الإسرائيلي بضربة مهشمة للعظام، لم يعتبرها جريمةً سوى بعض الإسرائيليين فقط؟ إن الضربة التي وجهها العقيد شالوم إيزنر مؤلمة بشكل خاص لأن من قام بها ضابط كبير في الجيش، يقول لينشنر، وليس جندياً شاباً عديم التجربة فقد أعصابه. وهي أكثر صعوبة وإيلاماً بالنظر إلى هدف الضربة، فالأمر لم يقتصر على وجه المحتج الدنماركي، "بل كان وجهنا جميعاً". إعداد: محمد وقيف