أعجبني المقال التأبيني الذي كتبه هنا رشيد الخيون حول زعيم الحزب الشيوعي السوداني الراحل محمد ابراهيم نقد، مستذكراً ما كان يسمعه حوله على ألسنة زملائه من الطلاب السودانيين في جامعة بغداد، حتى خيُل إليه أنه كائن أسطوري. ولعله ثمة بالفعل شيء من الأسطورية في شخصية هذا الزعيم الذي أمضى جزءاً كبيراً من حياته الطويلة بين مواجهة الدكتاتورية، والمنافحة العلنية من أجل أفكاره، والعيش في المخابئ وسياق المطاردات الأمنية. ومع ذلك فقد كان لهذا الزعيم أن يشارك في الكتابة السياسية والتأليف الفكري والفلسفي، مشاركة في غاية النضج والرقي. لذلك لا غرابة في أن يكون "نُقد" مثالاً يحتذى ومنارة هادية في الحقل السياسي السوداني، ينظر الكثيرون إليه وإلى مواقفه، وبينهم من يقف على الضفة الأخرى فكرياً وسياسياً، باحترام وتقدير كبيرين للغاية. علي عبدالرحمن -السودان