في مقاله الأخير، وعنوانه "سوريا بين حرب داخلية وأخرى بالوكالة!"، عرض الدكتور وحيد عبدالمجيد مصفوفة من الأسباب والمبررات التي ترجح إمكانية حدوث حرب أهلية في سوريا في ظل الصدام القائم بين السلطة، بذراعها الأمنية والعسكرية الباطشة، وبين قوى الشعب الثائر والمنتفض في مدن البلاد كلها ضد الاستبداد والعسف والفساد. فالمجتمع السوري مكون من فسيفساء طائفية تشتمل على أغلبية ضاقت ذرعاً بالنظام الذي يزداد طابعه الطائفي تعمقاً وترسخاً، وأقليات أخرى تشاطرها الشعور ذاته، لكنها متخوفة على مصيرها إذا ما قدر للأغلبية أن تصل إلى الحكم. وفي هذا المشهد المتوجس تبقى المشكلة الرئيسية في اعتقاد الأقلية العلوية بارتباط مصيرها بمصير النظام، كونه راعيها وسند نفوذها والضامن لما تتمتع به من امتيازات. لكن الكاتب يستدرك مستبعداً سيناريو الحرب الطائفية، ذلك أن الشعب السوري شعب تاريخي تبلور بتركيبته الطائفية الحالية منذ مئات السنين، وارتبطت مكوناته بعلاقات تعايش وتساكن وتفاعل طويلة وعريقة يصعب أن تتلاشى فجأة لصالح الخيار التصادمي، لاسيما في لحظة تصر قواته المنتفضة على طابعها الوطني الديمقراطي البحت وتتبرأ من أي خلفية طائفية يمكن أن تنال من هويتها الثورية وتوجهها الديمقراطي. عيسى بلال -الأردن