قرأت مقال الكاتب عبدالوهاب بدرخان: "الخيار الأسوأ بين السودانين"، وأرى أن البديل عن الصراع والخصومة بالنسبة لدولتي السودان وجنوب السودان هو التعاون البناء وتبادل المنافع والمصالح، والعمل على الاستفادة من الوشائج الكثيرة التي ربطتهما منذ فجر التاريخ لتطوير شراكة إيجابية تفيدهما معاً، وتفيد النظام الإقليمي المحيط بهما. أما الانخراط في صراع عبثي عقيم فلن يفيد أيّاً من الطرفين. وبصراحة شديدة يكاد العالم يتفق الآن على أن احتلال دولة جنوب السودان لمنطقة "هجليج" هو سبب التصعيد الراهن في الصراع، وهي منطقة شمالية غير متنازع عليها. وكما كشف الكاتب فإن الغرض من السيطرة عليها الضغط على الخرطوم لدفعها إلى تقديم تنازلات بشأن منطقة "أبيي" التي بقي الخلاف عليها عالقاً. وهذا التصرف غير مناسب، لأن تلك قضية أخرى تحل ضمن حزمة الملفات المعلقة حتى الآن بين الطرفين. وفي رأيي الشخصي أن على الوسطاء الإقليميين المبادرة مجدداً للمساعدة على إيجاد حلول لكافة القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا لضمان سلام واستقرار دائمين في علاقات البلدين. عبد الوهاب عثمان - أبوظبي