تحت عنوان "صناعة الرئيس في أميركا!"، توقف محمد السماك عند الكتاب الصادر مؤخراً للمفكر الأميركي "روبرت كاجان"، وما خلص إليه من أن "الولايات المتحدة لا تزال القوة المهيمنة"، وأنها "قادرة على صناعة الحق بالقوة"... ليلقي الضوء على ذلك المنطق الناظم لخطاب اليمين الأميركي بصفة عامة. وهو منطق، كما يقول السماك، يتجلى في خطابات المتنافسين على نيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة هذه الأيام، وهو ذات المنطق الذي قاد بوش إلى غزو العراق بعد أفغانستان، وما أدى إليه من كوارث وتداعيات! وقد أعجبني استشهاد الكاتب بكتاب آخر لمؤلف غربي يعزو فيه أسباب سقوط الإمبراطورية البريطانية إلى أنها "أعطت صلاحيات واسعة لمن لا يستحق أو لمن لم يكن جديراً بهذه الصلاحيات". وهنا تتطرق إلى ذهن القارئ صورة المؤرخ والمفكر الأميركي بول كيندي الذي توصل منذ سنوات إلى ذلك القانون الناظم لانهيار القوى العظمى على مر التاريخ، ألا وهو التوسع الهائل في رقعة التسيد، بما يترتب عليه من أعباء اقتصادية تتجاوز في لحظة معينة حدود المتاح والممكن، لتنشب أزمة اقتصادية، تضطر معها الإمبراطورية لتقليص التزاماتها العسكرية الكونية، فينشأ فاقد اقتصادي، وهذا بدوره يدفع لتقليص آخر في الخطط العسكرية... وهكذا دواليك. شامل عمار- فرنسا