ربما لا يحتاج هذا المواطن الهندي في مدينته مومباي للاستعانة أصلاً بخط السكك الحديدية المتجه من إحدى الضواحي نحو المركز، لتحديد طريقه أو وجهة مساره، فهو في وضعه هذا على الأقل لا يواجه مشكلة وجودية تثير لديه تلك الأسئلة الفلسفية العويصة: كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟ أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير؟ أم كلانا واقف والدهر يجري؟ وفي دهر مومباي الحالي، المدينة الصناعية والتجارية المكتظة والصاخبة، لا مجال للتأملات الفلسفية أو التهويمات الشعرية المجنِّحة، لاسيما بالنسبة للعمال وأصحاب المهن الحرفية الصغيرة، وهم يركضون وراء لقمة عيشهم في طريق لا يعرف التراخي. لقد ابتلعتهم الحياة اليومية، كما حدث لهذا الرجل الذي يكاد يختفي تحت الحمولة الكبيرة من الجرار فوق رأسه، لاسيما أن الصورة ملتقطة من أعلى! ورغم ازدهار الصناعات الحديثة في مومباي، فإن صناعة الفخار لا تزال تجد لها موطئ قدم في سوق ضخم يعج بخيارات لا نهاية لها أمام المتبضعين... لكن هل ستظل مهنة الفخّارين قادرة على إطعامهم خبزاً، على ضوء ما نعرفه عن اندثار كثير من الصناعات العتيقة؟! (رويترز)