بعد قراءة مقال الكاتب السيد يسين المنشور هنا تحت عنوان: "تحول ديمقراطي أم تدهور سياسي؟"، استوقفني بشكل خاص قوله: "هل حلم الثورات العربية كان ومضة خاطفة برقت في سماء بلادنا وسرعان ما اختفت، وحل محلها كابوس التدهور السياسي؟ سؤال نتركه للمستقبل!"، وهو سؤال يبدو لي أن الحاضر -قبل المستقبل- يدفع للتوجس من أن يكون مؤداه صحيحاً، أي أن يتحول التغيير الحاصل إلى مجرد ومضة خاطفة تبرق في سماء بلدان الثورات العربية، وبعدها تعود حليمة لعادتها القديمة، إن صح التعبير. ولاشك أن لعدم تفاؤلي علاقة بما انتهت إليه انتخابات بعض دول الثورات العربية، حيث أفرزت أغلبيات من جماعات غير معروفة أصلاً بتوجهاتها الديمقراطية، كما تم تهميش فئات مهمة، ومغيبة بشكل مزمن، مثل النساء والأقليات، والشرائح الأكثر فقراً. وأسوأ من هذا كله حالة الفوضى العارمة السائدة الآن في أكثر من بلد عربي، حيث لم يعد الناس قادرين على معرفة الاتجاه العام للتحول، وأصبح القلق مما يحمله المستقبل هو عنوان اللحظة الراهنة. محمد حسين - القاهرة