خديعة الأسد الأخيرة... و"مصر القديمة- الجديدة" تدخل انتخابات الرئاسة لماذا فشلت خطة عنان لإحلال السلام في سوريا؟ وكيف يمكن استطلاع مشهد الانتخابات الرئاسية في مصر؟ وماذا عن التغيير المنشود في ليبيا؟ وإلى أي مدى وصل تصعيد بيونج يانج؟... تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. خطة فاشلة في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان "خطة أممية فاشلة للسلام السوري"، رأت "واشنطن بوست" أن 20 يوماً قد مرت منذ قرار مجلس الأمن الدولي بفرض خطة سلام في سوريا كان كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة قد تبناها.وهذا الأخير قال قبل 8 أيام إن نظام بشار الأسد قبل بالمهلة المحددة في 10 أبريل الجاري، والتي تتضمن سحب الأسلحة الثقيلة من المدن، علماً بأن مجلس الأمن الدولي صدّق على هذه المهلة. لكن عنان ومؤيديه بدوا كما لو كانوا يوفرون غطاء للأسد كي يواصل ذبح شعبه. وحسب الصحيفة، فإنه قبيل حلول موعد انتهاء المهلة، وضع النظام شروطاً جديدة كي يلتزم بوقف إطلاق النار، وواصل هجماته على المناطق السكنية باستخدام الدبابات والمدرعات، وحسب إحصاءات المعارضة، فقد لقي أكثر من ألف مدني مصرعهم خلال الفترة من 21 مارس وإلى الآن، من بينهم عدة مئات قتلوا خلال الأسبوع الماضي. عنان أبدى دهشته من أن القتل الجماعي يتواصل داخل مؤسسات السلطة السورية... ومن الواضح أن الأسد لن يلتزم بشروط الأمم المتحدة، بما فيها وقف إطلاق النار والتسامح مع التجمعات السلمية للمعارضة، لأنه إذا فعل ذلك سيسقط، ويبدو أن عنان هو الأخير ضمن سلسلة من المبعوثين الذين توافدوا على سوريا، وظهروا مثل الحمقى بسبب سياسات النظام السوري، ومن بين هؤلاء عدد غير قليل من الأميركيين. والسؤال الآن الذي يواجه الإدارة الأميركية ومجلس الأمن الدولي يبدو مألوفاً وهو: كيف يمكن الرد على سلوك الأسد؟ الإجابة الأسهل هي منح مزيد من الوقت لعنان، في الوقت الذي يتواصل فيه القتل. إدارة أوباما تأمل في أن روسيا- كونها أكبر داعمي الأسد- ستضغط عليه كي يبرم اتفاقاً مع المعارضة بإشراف عنان. لكن موسكو تسعى للإبقاء على نظام الأسد، ومن الصعب القبول بفكرة مفادها أنها ستدعم تحولاً سورياً نحو الديمقراطية. وتقول الصحيفة إن الحقيقة التي لا فكاك منها أن الأسد سيواصل القتل، ما لم يواجه بمعارضة أكثر تسليحاً، وهذا يفسر لنا أن أقصر طريق لإنهاء الأزمة السورية هو الطريق الذي يرفضه أوباما والمتمثل في الدعم العسكري للمعارضة وتدخل "الناتو" عند الضرورة. وترى الصحيفة أن الخطوة العاجلة التي يتعين اتخاذها تكمن في تدشين منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، يستطيع المدنيون من خلالها التجمع، وفي الوقت نفسه تسمح للجيش الوطني الحر بالتدريب وتنظيم صفوفه.. وهو أمر اهتمت به الحكومة التركية لكنها في حاجة إلى تشجيع من حلفائها خاصة الولايات المتحدة. الحرب الأهلية قد تقع في سوريا عندما يتم الهروب من القيادة واللجوء إلى الخيال كما هو حاصل الآن في خطة عنان، والتي يعتقد أوباما أنها تجنبه "العسكرة"، لكنه في الحقيقة يضمن أن آلاف الناس سيلقون حتفهم. من جانبها نشرت "كريستيان ساينس مونيتور" يوم الأحد الماضي افتتاحية، توصلت خلالها إلى استنتاج مفاده أن جهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في سوريا فشلت، والجيش السوري يطلق النار على الحدود التركية، ووضع نهاية للعنف يتطلب صحوة كبيرة للضمير العالمي. ..فهل تصغي روسيا لنداءات الاستغاثة؟ أما "نيويورك تايمز"، فنشرت يوم الأحد الماضي افتتاحية عنونتها بـ"الخديعة الأخيرة للرئيىس الأسد"، معلنة فشل آخر محاولات المجتمع الدولي لوضع حد لما يجري في سوريا. فبدلاً من الالتزام بوقف إطلاق النار والتفاوض مع الأمم المتحدة، واصل النظام السوري استخدام آلة القتل، لترتفع حصيلة الضحايا إلى تسعة آلاف قتيل منذ بداية الاحتجاجات. مصر القديمة والجديدة تحت عنوان مصر القديمة والجديدة تتنافس في الانتخابات الرئاسية"، خصص "جيفري فليشمان"تقريره المنشور في "لوس أنجلوس تايمز"يوم الأحد الماضي، مستنتجاً أن الإسلاميين الذين سُجنوا في زمن مبارك، يترشحون بقوة في انتخابات الرئاسة المصرية، لكن شخصيات أخرى من النظام السابق تخوض السباق... التقرير أشار إلى أن الثورة المصرية جلبت وجوهاً جديدة، من بينها خيرت الشاطر، الذي كان يوماً ما سجيناً سياسياً، والآن ها هو يرشح نفسه نيابة عن "الإخوان المسلمين"، لكن الثورة فشلت في إبعاد وجوه من الماضي مثل عمر سليمان. السباق الرئاسي يرسم مشهداً لمصر يجعلها ساحة لمعركة بين الإسلاميين الصاعدين وبقايا النظام القديم الذين يأملون في الاستقرار في بلد يعاني من انتشار الجريمة والتوتر الاقتصادي. والسباق القائم بين القوتين احتد بعد فشل نشطاء الثورة من الشباب في توفير بديل سياسي للمصريين (بعيداً عن الإسلاميين ورموز النظام السابق). ظهور سليمان مرشحاً للرئاسة أعاد ذكريات العام الماضي عندما كان نائباً لمبارك قبيل انتصار الثورة الشعبية. وحسب التقرير، فإن ترشيح سليمان لن يغير ديناميات السباق، لكنه سيسحب التأييد من شخصيات أخرى محسوبة على النظام السابق مثل عمرو موسى الذي يتصدر استطلاعات الرأي وأحمد شفيق. حملة عمر سليمان أزعجت الإسلاميين وذكرت البلاد بأن كثيراً من الأمور لا تزال كما هي رغم موجة التوتر التي اجتاحت العالم العربي وبشرت باتجاهات سياسية جديدة. التقرير يشير إلى أن "الإخوان " يواجهون نقداً حاداً بسبب سيطرتهم على لجنة إعداد الدستور. والليبراليون والعلمانيون والمسيحيون والمؤسسات الإسلامية الرائدة في مصر قاطعت اللجنة التأسيسية للدستور، ما يعني أن "الإخوان" تعثروا أثناء محاولتهم قيادة الأمور. وثمة من يرى أن "الإخوان" فقدوا الكثير من المصداقية بسبب أدائهم داخل البرلمان. على صعيد آخر يشير التقرير إلى أن جزءاً من المشكلة يعود إلى المجلس العسكري الحاكم الذي وعد بتسليم السلطة للمدنيين نهاية يونيو المقبل، فالإخوان والجيش تعاونا خلال الشهور الماضية، لكن التوترات الأخيرة أربكت علاقاتهما، وكل منهما يحاول حماية سلطته، خاصة الجيش، الذي لديه مصالح اقتصادية كبيرة. ليبيا بعد الثورة في تقرير "بريجييت أوجير" مراسلة "كريستيان ساينس مونيتور" في بنغازي ، اطلالة سريعة على مدى التغيير الذي طال ليبيا. فتحت عنوان "في ليبيا ...الفخر والانتظار"، استنتجت "بريجيبت" أنه بعد رحيل القذافي، يتطلع الليبيون إلى الأمام، ويشعرون بارتياح يظهر أنشطة جديدة وإحساساً بالفخر. وحسب أحد رجال الأعمال الليبيين الشباب، فإن القذافي فرض حظراً على أي شيء يجمع الناس، ككرة القدم والأندية والألعاب وأي مكان لممارسة الهوايات، وعندما يصل المرء إلى ليبيا قادماً من الخارج يندهش من هدوء المدن وافتقارها للنشاط. الآن يرقص الشباب في الشوارع، ويركبون الدراجات البخارية، ويعزفون الموسيقى في المقاهي. لكن الليبيين الذين يتطلعون للأمام على الصعيد السياسي، ينتظرون أشياء كثيرة من بينها: اللحاق ببقية العالم، فهم غالباً ما يعتذرون على عدم استطاعتهم التحدث باللغة الإنجليزية، لأن القذافي منع تدريسها في المدارس. مراسلة الصحيفة رصدت تعليقاً لأحد سكان بنغازي، يقول فيه: أنظروا إلى شوارعنا ومبانينا...إنها مُهملة...القذافي لم يفعل أي شيء من أجلنا". تجربة نووية في تقريره المنشور يوم أمس بـ"لوس أنجلوس تايمز"، وتحت عنوان "كوريا الشمالية ربما تستعد لإجراء تجربة نووية"، كشف "يونج يون شوي" أن صوراً التقطها قمر صناعي أميركي رصدت حفراً في موقع كوري شمالي كان قد سبق استخدامه في إجراء تجارب نووية تحت الأرض في عامي 2006 و2009. التقرير يقول: يبدو أن كوريا الشمالية تجهز لتجربة نووية ثالثة، فحسب وكالة "يونهاب" للأنباء، وهي وكالة كورية جنوبية رسمية، ثمة عمليات حفر في موقع "بونجي ري" شمال شرق كوريا الشمالية، وهذا الحفر يتزامن مع استعدادات بيونج يانج لإطلاق قمر صناعي منتصف الشهر الجاري للاحتفال بمرور 100 عام على ميلاد كيم إيل سونج . الحديث عن تجربة نووية وإطلاق قمر صناعي على متن صاروخ بالستي بعيد المدى، وكل هذا يثير قلق واشنطن التي اعتبرته تصعيداً وتهديداً للأمن الإقليمي، وانتهاكاً لاتفاق أميركي- كوري شمالي وقّع 29 فبراير الماضي يقضي بامتناع بيونج يانج عن إطلاق الصواريخ أو إجراء تجارب نووية مقابل الحصول على مساعدات غذائية. إعداد: طه حسيب