- المياه بدأت تنفد: نرى ذلك في عناوين الصحف كل يوم تقريباً: الجفاف في تكساس والصين. بحيرة ميد في ولاية نيفادا تواجه خطر النضوب. نهرا كولورادو وريو جراندي لم يعودا يصلان إلى البحر. قد يبدو أن الماء يزداد ندرة وشحاً، لكنه ليس كذلك. فكمية الماء على كوكب الأرض ليست بصدد التغير، والكوكب لا يواجه خطر نفاد الماء. أحد أكثر "الحقائق" تضليلاً مما نتعلمه حول الماء، منذ مرحلة التعليم الابتدائي، هو أن 97?5 في المئة من المياه على كوكب الأرض غير قابلة للاستعمال من قبل البشر، لأنها مياه بحر مالحة. والحال أن البحار والمحيطات هي منابع أولمبية للمياه العذبة، فكل يوم تتضافر الشمس والبحر والتبخر لصنع 45 ألف جالون من مياه الأمطار لكل رجل وامرأة وطفل على هذه الأرض. وحتى في الولايات المتحدة، حيث نستعمل المياه بنوع من التبذير، فإن كمية المياه العذبة التي تصنعها البحار والمحيطات لكل واحد منا في شهر واحد هي أكبر مقارنة بما نستعمله في عقد من الزمن. ثم إن إحدى أبرز ميزات الماء، بالطبع، هي أنه لا ينفد، فهو يعاود الظهور، بعد كل ما نفعله به، أكان صنع القهوة أو صنع الفولاذ، جاهزاً للاستعمال من جديد. - المياه المعبأة أفضل من مياه الصنابير: تعد مياه الصنابير في الولايات المتحدة من أكثر المياه أماناً في العالم لأنها تخضع لمراقبة أكبر مقارنة بالمياه المعبأة، ذلك أن المدن مجبَرة على اختبار مياهها كل بضع ساعات وتقديم تقارير حول موضوع السلامة في غضون 48 ساعة. هذا في حين أن شركات المياه المعبأة ملزَمة باختبار مياهها مرة واحدة في الأسبوع، وهي غير مطالَبة برفع تقارير حول أي مشاكل. أحياناً تكون ثمة مشاكل مع مياه المدينة في الولايات المتحدة، ولعل وجود رصاص في بعض الأجزاء من شبكة المياه هو أبرز مثال. لكن تلك الاستثناءات تبرز في الواقع مدى أهمية مياه آمنة ومدى ندرة المشاكل. ثم إنه على كل من يعتقد أن طعم مياه الصنابير سيء مقارنة بالمياه المعبأة أن يتذكر أن المرء يشتري المياه المعبأة من ثلاجة، وعندما يكون ظمآناً حقاً. لذلك، فإن طعمه يكون رائعاً. وإذا احتفظ المرء بقنينة من مياه الصنبور في الثلاجة، فسيجد أن طعمها رائع أيضاً. وقد تبين من خلال اختبارات أُجريت على أشخاص قُدمت لهم أكواب مياه مختلفة أن الناس لا يستطيعون التمييز بين مياه الصنبور والمياه المعبأة. - سيكون هذا قرن حروب المياه: رغم أننا نسمع كثيراً أن "ماء القرن الحادي والعشرين هو نفط القرن العشرين"، وأنه سيصبح مصدر نزاع دولي وسيرتفع سعره، فإنه من غير المرجح أن تندلع حروب ماء قريباً. إننا نتحارب حول النفط لأنه أساسي. كما نتحارب حوله لأنه قابل للنقل مسافات طويلة؛ فهناك شبكة من خطوط الأنابيب، والسفن، والشاحنات لنقله حيثما كانت حاجة إليه. وبالتالي، فإذا أمن المرء النفط في حرب ما، فإنه يستطيع استعماله في الواقع. وعندما كان النفط رخيصاً -ثمن البرميل الواحد كان 30 دولاراً في 2003- كان سعر 10 جالونات من النفط الخام يبلغ 7 دولارات. وفي غضون ذلك، كان سعر 10 جالونات من مياه الصنابير هو 3 سنتات. وبالتالي، فالماء ببساطة أرخص من أن نتحارب حوله، كما أن نقله من مكان إلى آخر عبر العالم صعب. آرون وولف، الأستاذ بجامعة أوريجون، درس الـ1000 سنة الماضية ولم يجد حالة واحدة لنزاع مسلح بين بلدين حول الماء. وأظهر البحث الذي قام به وولف أنه عندما تجلس الدول لحل مشاكل الماء، فإنه كثيراً ما ينتهي بها المطاف إلى حل نزاعات أكبر. - مع ازدياد السكان ونمو الاقتصاد يزداد استهلاك المياه: الواقع أن أحد أعظم قصص المحافظة على الماء في أميركا خلال السنين الأخيرة هي أننا، كبلد، نستعمل كمية أقل من المياه اليوم مقارنة مع 1980. فخلال هذه الفترة، تضاعف حجم اقتصاد الولايات المتحدة وارتفع عدد سكانها بـ70 مليون نسمة، ومع ذلك فإن استعمالنا للمياه اليوم أقل 10 في المئة منه قبل 30 عاماً. ومعظم هذا التوفير يأتي من استعمال المزارعين ومحطات توليد الطاقة لقدر أقل من المياه، رغم أنهم ينتجون قدراً أكبر من الغذاء والكهرباء. فالزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية هما أكبر مستهلكين للمياه بنسبة 80 في المئة من الاستهلاك الإجمالي. - على المرء أن يشرب 8 كؤوس ماء في اليوم: رغم أن هذه النصيحة الصحية التي ترسخت في الأذهان كقطعة علك تم التخلص منها، فإنه لا يوجد أساس طبي لها. وبالنسبة لمعظم الناس الأصحاء، فإن العطش أفضل مؤشر للحاجة إلى الشرب، ذلك أن شعورنا بالعطش يقظ ومتوقد، وهو يظهر حالما يختل ميزاننا المائي الداخلي ولو بمقدار 1 في المئة. صحيح أن هذا الشعور يخف قليلاً مع تقدم السن، وبالتالي فإن شرب عدد من كؤوس الماء بالنسبة لكبار السن، يعتبر عادة يومية جيدة. لكن لدحض وهْم الثماني كؤوس يومياً، ما على المرء إلا أن يحاول اتباع النصيحة لبضعة أيام. فمعظم الناس سيبذلون جهداً حتى يشربوا كوب ماء كل ساعة، من التاسعة إلى الخامسة. وسرعان ما سيتم تذكيرهم بما يفعله الجسم بفائض المياه. تشارلز فيشمان صحفي أميركي متخصص بقضايا البيئة ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"