خضراوات وفواكه من ألوان وأجناس كثيرة، تعرض هنا متناثرة على الأرض... فهذا أقصى حد من النظام أمكن بلوغه إلى الآن في سوق "همارويين" بمقديشو عاصمة الصومال. فبعد ثلاث سنوات مرت على المدينة، عرفت خلالها معارك ومواجهات متواصلة بين القوات النظامية الصومالية -مدعومة بالقوات الأفريقية- والمسلحين الإسلاميين، أمكن أخيراً لبعض الأسواق أن تفتح "أبوابها" وتستأنف نشاطها كمكان عام آمن للتجارة والتبضع. فهذه بائعة شابة تقف إلى جانب معروضها من بطيخ القرع وأكواز الذرة، يليها في الصف نفسه بائع شاب يعرض مواد مماثلة. وعلى الناحية المقابلة هناك آخرون يفرغون سيارة شحن محملة بالخضار. إنها الأجواء الصباحية للسوق وهو يستعد لاستقبال يومه، بينما يحملق الباعة الصغار في وجوه القادمين بحثاً عن زبائن ومتبضعين بينهم. مقديشو المطلة على البحر، تضج اليوم بالحياة، ولأول مرة منذ عشرين عاماً، بعد ما أثخنها لوردات الحرب والميليشيات القبلية سنين طويلة، ثم أصابها ما أصابها على أيدي حركة "الشباب" المتشددة! الآن فقط وقفت بائعة الخضار، غير خائفة ولا مرعوبة، في انتظار زبائن يأتون أو لا يأتون! (أ.ب)