في مقاله الأخير حول "القبيلة والطائفة... وتحديث الدولة المعاصرة"، تناول الدكتور عمار علي حسن هذا الموضوع من وجهة نظر علمية ميزته عن كثير من الكتاب العرب في تناولهم مسألة القبيلة، والذي لا يخرج في العادة عن أسلوب الذم والقدح، أو سلوك التبرير والتزيين. وقد كان الدكتور عمار محقاً حين أوضح أن القبيلة هي أكثر الأبنية الاجتماعية التقليدية رسوخاً وأكثرها تجذراً في الوعي والوجود البشريين. كما كان مصيباً حين انتقد النظر إلى البنى الاجتماعية التقليدية في العالم العربي على أنها "مجتمعات قرابية"، باعتبار ذلك تبسيطاً مخلًا بالواقع. فإذا كانت القبيلة قد مثلت قوام الحياة في الحاضرة والبادية العربية، وشكلت وحدة اجتماعية وسياسية واقتصادية، فإنها لم تقف عند ذلك الحد، بل تطورت وتكيفت بنجاح ملموس مع البيئات الجديدة، وراحت تنزع باستمرار إلى تعديل نفسها لتجاري الظروف المتغيرة، الأمر الذي جعلها تختلف عن القبائل في أفريقيا مثلاً، مما يظهر زيف كثير من الادعاءات في هذا الخصوص. تيسير عواد -دبي