في مقاله الأخير، "الأقليات في سوريا"، استبعد الدكتور رياض نعسان آغا أن يكون لمشكلات الأقليات التي فجّرها "الربيع العربي" في بعض الدول، تأثير مماثل في الحالة السورية، ذلك أنه في سوريا "كنّا نفخر دائماً بقوة الوحدة الوطنية التي يعيشها شعبنا، وكنا نعتز بأن العالم كله يقرأ عيشنا المشترك بإعجاب". لكن أمام تصاعد المشاعر الطائفية والمذهبية، يتساءل الكاتب بأسى مفجع: هل كانت الوحدة الوطنية التي زهونا بها عقوداً أكذوبة صدقناها، أم كانت حقيقة يتم تهشيمها الآن؟ وبعد تحذيره من إمكانية تحول الأحداث السورية الجارية إلى صراع طائفي، يعود ليشير إلى أن الأمر يتعلق بظرف طارئ شهد ظهور مشاعر غير لائقة، مما "لا يعبر عن حقيقة المشاعر الأخوية والوطنية التي صهرت حياتنا المشتركة عبر تاريخ طويل". لكن ما لم يوضحه الكاتب هو أن الانتفاضة الحالية، رغم ما يقال عن أبعاد وخلفيات طائفية تحكمها، فإن جميع شعاراتها إلى الآن شعارات وطنية جامعة، تؤكد على الوطنية السورية ولا شيء غيرها. كما لم يذكر الكاتب، لسبب أو آخر، أن التأجيج الطائفي الجاري إنما هو نتاج لسياسات النظام، ليس فقط بسبب اعتماده على حلقة طائفية ضيقة في قيادة الدولة وإدارة الشأن العام، وإنما أيضاً باستهداف قطاعات المجتمع ومدن البلاد على أساس طائفي واضح، ليس من الآن فقط، بل منذ مجزرة حماة المعروفة! علي حمودة -أبوظبي