في مقاله الأخير، وعنوانه "قمة... الغياب العربي"، ألقى الدكتور أحمد عبدالملك الضوء على بعض الحقائق المهمة حول مؤتمر القمة العربي الأخير المنعقد في بغداد، حيث قررت الدول العربية العودة إلى عاصمة الخلافة العباسية بعد غياب دام قرابة ربع قرن، لكنها في واقع الأمر كانت "عودة" أشبه ما تكون بالغياب، بل هي امتداد للقطيعة ولم تكن قطيعة من عهد القطيعة السابق. وقد تجلى هذا في أمور عديدة منها أن التمثيل العربي على مستوى الزعماء كان أقل من النصف، ما يعني أن غياباً قياسياً سجلته هذه القمة مقارنة بأي قمة أخرى في العالم. كما أن قرارات القمة جسدت هي كذلك غياباً آخر، غياباً عربياً رسمياً عن الواقع العربي، حيث لا نكاد نجد فرقاً بين البيان الختامي لهذه القمة وأي من القمم الأخرى التي عقدت خلال السنوات الأخيرة الماضية. ثم كان استنكاف القمة عن تناول الأزمة الداخلية التي تعصف بالعراق وتهدد وحدته الوطنية، هو بذاته نوع من الغياب الذي شكل دلالة لصيقة ورئيسية لهذه القمة! إبراهيم جمعة- العراق