أختلف مع بعض ما جاء في مقال الدكتور خالد الحروب: "الديمقراطية وإدارة الاختلاف"، حيث قدم الديمقراطية وكأنها حل لجميع المشكلات، أو كأنها وصفة خارقة للعادة لا توجد معها أية أنواع ضارة من الاختلاف أو الخلاف، هذا في حين نرى دولاً ديمقراطية عريقة في تقاليدها بهذا الشأن، وهي منقسمة على خطوط استقطاب سياسي وحزبي ضار. بل إن هنالك أيضاً دولاً ديمقراطية ظلت الاحتقانات الطائفية والعرقية محتدمة فيها، مثل ما يجري من حين لآخر في إيرلندا بين الكاثوليك والبروتستانت، وأيضاً ما يجري في دول أوروبية أخرى عديدة من صراعات مشابهة. وما أريد قوله هو أن الديمقراطية ليست وصفة سحرية لحل جميع مشاكل المجتمعات وليست غاية في حد ذاتها، وإنما الغاية هي تنظيم المجتمعات الإنسانية وتحقيق الاستقرار والرخاء والتعايش الإيجابي بين أفرداها. وميزة الديمقراطية تقتصر على كونها وسيلة مساعدة على ذلك، وطبعاً ليست هي الوسيلة الوحيدة، بل هي ضمن وسائل أخرى عديدة. علي إبراهيم - الرياض