أعتقد أنها مثيرة للخوف والقلق على مستقبل ليبيا تلك الصورة التي رسمها ستيف هندرسكي، في مقاله المنشور هنا يوم الاثنين الماضي، وعنوانه "ليبيا ما بعد القذافي: واقع الفوضى والتنوع!"، وفيه ينقل مشاهداته العينية من المدن والبلدات والليبية، وكيف آل الحال هناك بعد سقوط نظام القذافي. وخلاصة الصورة أن ثمة حالة من الفوضى والاضطراب تهيمن على جميع مناحي الحياة في ليبيا الحالية، وأنه لم يعد هناك وجود لأي نوع من سلطة الدولة أو القانون أو النظام... بل فقط ميليشيا مسلحة تتصارع لفرض نفوذها وسيطرتها على مساحات من الأرض، وقبائل ومدن وجماعات تخوض حروب ثأر وانتقام من قبائل أو مدن أو جماعات أخرى. لكن ما فات الكاتب أن هذا الواقع لم تنتجه الثورة ضد الدكتاتورية، بل هو نتاج لأربعة عقود من الحكم الاستبدادي الذي دمّر الحياة السياسية، وقضى على المؤسسات العمومية، وربط سير النظام العام بشخص الزعيم وعائلته، ولغّم المجتمع الأهلي بنزاعات وصراعات مصطنعة... فانفجر الوضع العام بغياب "القائد" الذي كانت إرادته قانوناً وإشاراته قرارات! كريم محمد -المغرب