في مقاله الأخير "نظرية فوكوياما الجديدة حول الحداثة"، يتناول الدكتور السيد ولد أباه كتاباً جديداً للمفكر الأميركي فرانسيس فوكوياما يحاول الخروج فيه من السجال الأيديولوجي حول نظريته السابقة "نهاية التاريخ" إلى تقديم نظرية كبرى حول التحديث السياسي توازي وتنسخ الأطروحات الفلسفية والاجتماعية المعروفة. لكني لا أتوقع أن يخرج فوكوياما عن الإطار العام لروحية كتابه ذي الصيت الواسع "الإنسان الأخير ونهاية التاريخ"، والذي أصدره في نهاية الثمانينيات وتنبأ فيه بانتصار محقق لليبرالية والرأسمالية في صيغتها الأميركية وباقي تنويعاتها الأخرى كآخر مرحلة في مسار التطور السياسي والأيديولوجي للمجتمعات البشرية. لكن وقائع السنين اللاحقة فندت أطروحته وأظهرت طابعها الأيديولوجي المحض. وحيث إنه في كتابه الحالي لا يفعل أكثر من أن يستحثنا على التفكير في ثلاثية الدولة القوية وحكم القانون وشرعية المؤسسات التمثيلية للأمة، فإنه لا يقدم جديداً على كل حال، كما سيصعب عليه التحرر من روح السجال الأيديولوجي التي هيمنت على مؤلفاته السابقة. محمد علي -أبوظبي