كشف التعاطي مع الأزمة السورية في الأجندات الإقليمية والدولية خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، عن موقفين من هذه الأزمة، أولهما يدفع باتجاه التزام دولي وإقليمي واضح إزاء المعارضة السورية، وذلك بتقديم دعم حاسم لصالحها، كخيار وحيد لوقف النزيف الدموي المتواصل على أيدي قوات النظام. وهذه مقاربة من شأنها أن تجبر النظام على التخفيف من اندفاعاته العسكرية، وقد تمثل البديل عن التدخل الدولي لحماية المدنيين. وبالمقابل هناك اتجاه آخر حذر في دعم المعارضة السورية، بحجة أنه لا يمكن معرفتها جميعاً وتوحيدها وضمان انضباطها والتزامها بإعادة الأسلحة حال سقوط النظام. وبين هذين الموقفين تظل الأزمة السورية تراوح مكانها، وكما قال البعض فإن الفرصة الممنوحة لمبادرة عنان، هي بالأساس فرصة للأسد كي يفعل مما يشاء بشعبه! محمود حسن -بيروت