استعرض الدكتور عبد الحق عزوزي في مقاله: "الواقعية الغربية والشعبوية العربية"، جوانب من الاختلاف الواضح بين طريقة إدارة الحملات الانتخابية عند الغربيين والعرب، ففي حين يسعى المرشحون في الديمقراطيات الغربية العريقة من أجل إقناع واجتذاب جمهور الناخبين ببرامج واقعية معززة بالأدلة العلمية والعملية، يسعى المرشحون في البلدان العربية لإقحام برامج وهمية أو شعبوية خيالية قد تدغدغ أحلام البسطاء، ولكنها غير قابلة للتحقق أو التنفيذ حتى لو نجحوا في الاستحقاق الانتخابي. وأعتقد أن منشأ هذا الفرق بيننا وبينهم يعود لكون ثقافة إدارة الحملات الانتخابية والديمقراطية بصفة عامة، ما زالت ثقافة جديدة علينا نحن العرب، وما زال يلزمنا وقت طويل لترسيخها بطريقة مدروسة ومتأنية، لأن الاستعجال فيها قد يؤدي إلى إجهاضها من البداية، كما قد يؤدي أيضاً إلى استغلال قوى مناهضة لثقافة الديمقراطية نفسها لأي استحقاق انتخابي لتحقيق مكاسب خاصة بها، والإشارة هنا طبعاً إلى ما انتهت إليه بعض الانتخابات الأخيرة في دول الحراك العربي. خالد فوزي - القاهرة