تحت عنوان "الإمارات وجماعة غزلان" قرأت يوم الأربعاء الماضي مقال محمد خلفان الصوافي، والذي تضمن تحليلاً موفقاً ودقيقاً لبواعث التصريح العنتري للمتحدث باسم جماعة "الإخوان"، والتي كانت حتى الأمس القريب محظورة ويا ليتها ظلت كذلك فأراحت واستراحت. ولا يخفى على أي متابع مدى رفض واستهجان المجتمع المصري الذي أنتمى إليه، لتلك التصريحات البالونية التي لا تعبر إلا عن خواء فكر أصحابها وفساد منطقها. لكني أختلف مع الكاتب في مدى صدمة الرأي العام المصري من هذه التصريحات وذلك لسببين: أولهما العمق التاريخي للعلاقة بين الشعب المصري والشعب الإماراتي والتي تعجز عن مسها أصوات لا تجيد الحديث إلا في الظلام ومن خلف الأسوار. والسبب الثاني أن الشعب المصري بكافة طوائفه قد اكتشف مبكراً ضلال وخواء هذه الجماعة واكتشف مدى الخداع الذي تعرض له تحت شعار الدين منذ سيطرتها على مجلس الشعب. فبدلاً من أن تعمل من أجل صالح هذا الشعب الذي تأمل في رجالها خيراً قامت الجماعة باختطاف الدولة والشعب وأدخلت مصر في مهاترات ومزايدات صبيانية، وأصبح مجلس الشعب المصري مسرحاً للكوميديا السوداء، حتى أصبحت أحاديث وتصريحات قادة تلك الجماعة في المجلس من أكثر المشاهد الكوميدية فكاهة وإضحاكاً. إن الترابط والتآخي بين شعبي الدولتين أكبر من أن تهزه بالونة جوفاء مهما بلغ شدة انتفاخها. ففي النهاية كل ما بداخلها هواء. وائل الغنيمي- أبوظبي