تضع دولة الإمارات نصب أعينها تنمية الموارد البشرية، باعتباره الثروة الحقيقية التي ترتكز عليها جوانب التنمية كلها، فهذا الهدف هو جوهر فلسفة مرحلة التمكين التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والتي تولي العنصر البشري أهمية قصوى، من خلال "تهيئة البيئة المبدعة اللازمة لتمكين الفرد المواطن من عناصر القوة اللازمة ليصبح أكثر إسهاماً ومشاركة في مختلف مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنتاجية والمعرفية"، ولهذا صارت الإمارات نموذجاً في التنمية البشرية تسعى دول كثيرة إلى الاستفادة من تجربتها المتميزة في هذا الشأن. لقد جاء اختيار دولة الإمارات لاستضافة "المؤتمر العربي الأول للموارد البشرية" في السابع والعشرين من شهر مارس الجاري، والذي يبحث في تحديد الأدوار المستجدة للموارد البشرية، وإبراز دور إدارة الموارد البشرية في الاستغلال الأمثل لرأس المال البشري، ليؤكد تميز تجربتها في التنمية البشرية، والاستثمار في الإنسان، والرهان عليه لقيادة مسيرة التنمية في مختلف المجالات. لقد أشادت "المنظمة العربية للتنمية الإدارية"، مؤخراً، بجهود دولة الإمارات، في تطوير المهارات البشرية وتنميتها، وما حققته من مراتب متقدمة عالمياً في مجال التنمية البشرية، ولفتت النظر إلى أنها نقلت عشر تجارب من الإمارات إلى بقية الدول العربية، باعتبارها نماذج ناجحة في التنمية البشرية، ويمكن للآخرين الاستفادة منها. وتعطي دولة الإمارات العربية المتحدة أولويّة قصوى للتنمية البشرية بمفهومها الشامل، وتضع قيادتها الرشيدة الاهتمام بالإنسان، ورفع مستوى حياته في قمّة أجندة اهتمامها، ولذلك فإنها توجّه كل الاهتمام والموارد والخطط والاستراتيجيات نحو تحقيق هذا الهدف، من خلال الاهتمام الكبير بالتعليم في كافة مراحله، والحرص على تحديثه وتفعيله، ورصد كل الموارد الماليّة التي يحتاجها، وتطوير الخدمات الصحيّة وخدمات الإسكان والثقافة والإعلام، إضافة إلى الحرص على إيجاد بنية تحتيّة عصريّة ومتطوّرة، ولهذا فإنه من الطبيعي أن تحتل الدولة موقعاً متقدّماً على المستويات الخليجية والعربية والدولية في معايير التنمية البشرية، وهذا ما أشار إليه "تقرير التنمية البشرية لعام 2011" الصادر عن "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، الذي أكّد السجل المميز والمشرّف لدولة الإمارات في هذا المجال، حيث صنّفها التقرير ضمن فئة الدول ذات التنمية البشرية "المرتفعة جداً"، وهي الفئة التي لا يتجاوز عدد دولها 47 دولة، وحصلت على المرتبة الثلاثين على المستوى العالمي، وفق مؤشرات التنمية البشرية، متقدّمة مرتبتين على موقعها في عام 2010، وفي المرتبة الأولى على المستوى العربي. هذا الموقع الرائد عربياً لدولة الإمارات العربية المتحدة يشير إلى أنها تتقدم باستمرار في مجال التنمية البشرية، ولعل الاطلاع على التطور الكبير والمتسارع الذي لحق بترتيبها على "مؤشر التنمية البشريّة" خلال السنوات الماضية يكشف عن هذا الأمر بوضوح، حيث يتطور موقعها، ويتقدم ترتيبها باستمرار على هذا المؤشر. تؤمن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات بأن البشر هم ثروة الوطن الحقيقية، وتعول عليهم وتراهن دائماً على قدراتهم وإمكاناتهم ووطنيتهم في دفع مسيرة التنمية قُدماً إلى الأمام، وترى أن الاستثمار في البشر هو أفضل صناعة واستثمار للمستقبل، ولهذا تعمل جاهدة على توفير الظروف كلها التي تتيح أفضل استثمار لهذه الثروة وتحقيق أكبر استفادة منها، كي تعزز من دورها في نهضة الوطن ورفعته. ــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.