مع أهمية ذلك الطرح الوارد في مقال الدكتور أحمد يوسف أحمد: "أزمة الدولة الوطنية: الحالة الليبية"، إلا أنني أعتقد أن الدول العربية الخمس التي تمر الآن بمراحل انتقالية تحتاج جميعاً إلى إعادة وضع نوع من العقد الاجتماعي والسياسي والجديد، تقوم على أساسه النظم الجديدة في مرحلة ما بعد التغيير العربي. ومعنى هذا أن ليبيا ليست هي وحدها من يواجه اليوم مشكلة وحدة وطنية أو إجماعاً وطنياً، بل إن بقية دول الثورات العربية الأخرى تواجه أيضاً تحديات جسيمة على صعد إعادة بناء الدولة والإجماع ورسم قواعد اللعبة السياسية الجديدة، ومطالب الديمقراطية والتنمية والحرية والكرامة. وطبعاً لا يمكن تحقق أي من هذه التطلعات المشروعة دون التواضع على عقد اجتماعي وسياسي جديد، على أن يُضمن ذلك في الدساتير البديلة، التي تنوي الدول العربية الخمس كتابتها بعد انتخاب مجالس تأسيسية وتخويلها النهوض بتلك المهمة. عزيز خميس - تونس