منذ أن رفرف علم الاتحاد في عنان السماء معلناً عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، بمبادئها الراسخة وتاريخها المشرف وارتباطها الأصيل بعروبتها ودينها، فتحت أبوابها وأحضانها لكل إنسانٍ يحمل فكراً ساميّاً نبيلاً لينال شرف المشاركة في بناء دولة عصرية متحضرة، بكل ما تحمله الكلمة من رقي وتمدن، ولينعم مقابل ذلك بواحة من الأمن والأمان والمعيشة الكريمة تحت مظلة الولاء للوطن والقيادة ومبادئ الاتحاد. لقد حققت دولتنا الفتية الكثير من الإنجازات الفريدة على مختلف الصعد، وما زال أمامها الكثير، وذلك بفضل نهجها المستقيم الذي صاغه الآباء المؤسسون للاتحاد بقيادة والدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لتتواصل مسيرة العطاء والرخاء من بعده بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، ليعم الخير ربوع البلاد وسائر العباد، وتتسارع وتيرة التقدم والتنمية حتى تصل إلى مصاف الدول الأكثر سعادة واستقراراً في العالم، ولينعم كل من يستظل بسماء إماراتنا الحبيبة بالعيش الآمن والحياة السعيدة له ولأسرته. لقد كان من أهم المبادئ المؤسسة لدولتنا والتي شهدت عليها جنبات جميع المحافل الإقليمية والدولية، أن دولة الإمارات دولة قرارها سيادي، ينبع من إيمانها بجميع المبادئ الإنسانية السامية، ولم ولن تقبل أن تتدخل في شؤون الغير، وبالمثل لا تسمح لغيرها بأن يتدخل في شؤونها الداخلية أو سياساتها مهما كان حجمه أو صفته، بل لقد آثرت أن تكون في طليعة الدول التي تمد يد العون والمساعدة لكل محتاج، وأن تكون سباقة في تلبية استغاثة كل منكوب، حتى باتت الإمارات تسبَح، بحمد الله، فوق محيط من الرخاء والأمن والطمأنينة والاستقرار، ولا غرو بعد ذلك أنها أضحت قبلة للناس من أنحاء العالم ينشدون فيها الحياة المستقرة الآمنة ويعيش فيها نحو 200 جنسية من مختلف أنحاء المعمورة. إن مبادئ الإسلام الخالدة "أن يضع أهل السياسة الدين في عقولهم وقلوبهم، وأن يترك أهل الدين السياسة من عقولهم وقلوبهم" حتى يكون رجل الدين نزيهاً من الأغراض الشخصية والحزبية، ويؤدي رسالته الدينية والروحانية على أكمل وجه، ولكن تأبى بعض النفوس الضعيفة التي تريد أن تنال حظاً من الشهرة والجاه الزائفين بالصعود إلى منبر السياسة باسم الدين، ونشر الأفكار الزائفة المسمومة لبث روح الفتنة وتعكير الأجواء الصافية، والسباحة عكس التيار وخلط الأوراق في محاولات فاشلة لتحقيق هدف شخصي زائف، يسعى من ورائه لإثارة الفتنة وقلب الحقائق. ولكن... قوة الاتحاد وصلابته المستمدة من مبادئه الراسخة كالجبال الشامخة، والترابط الوطيد بين القيادة وأبناء الوطن، ستقف سداً منيعاً أمام السهام اليائسة والطائشة، وستبحر سفينة الاتحاد بشراعها الناصع لتشق الأمواج العالية، رغم أنف الحاقدين وحسد ضعاف النفوس وستسقط الأقنعة الزائفة مهما طال الزمن ولا يصح إلا الصحيح، بإذن الله تعالى. إن الإمارات أضحت اليوم واحة وقبلة للبشر من كل أصقاع الكون لأنها بلاد مفتوحة تحتضن كل الناس بكل محبة ودفء، من دون تمييز ويشهد لها القاصي والداني بذلك، ويتمتع فيها المقيمون مثل المواطنين بكل المزايا والحقوق وليس هناك تمييز، كما أن الدولة تبسط خدماتها، ليحيا الجميع في رخاء اقتصادي غير مسبوق.