من عامٍ إلى آخر تترسّخ مكانة "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" وتتجذّر قيمته العلمية المرموقة بين مراكز الفكر والأبحاث على المستويين الإقليمي والعالمي، بعد أن استطاع أن يحقّق خلال السنوات الماضية العديد من الإنجازات البحثية والعلمية المتميّزة في المجالات كافة، التي جعلت من إصداراته المتنوّعة في مقدمة المراجع العلمية التي تحظى بالصدقية، وتتمّ الاستعانة بها من جانب الباحثين والدارسين داخل الدولة وخارجها. لقد جاء اختيار كتاب "الاستراتيجية ومحترفو الأمن القومي.. التفكير الاستراتيجي وصياغة الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين"، الصادر عن المركز ضمن سلسلة الكتب المترجمة، كمرجع لمقرّر اختياري في "كلية الحرب" السعودية، التي تمثّل أعلى كلية عسكرية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ليعكس هذه المكانة العلمية المرموقة، فهذا الكتاب الذي يتحدث عن النظرية الاستراتيجية والفكر الاستراتيجي وصياغة الاستراتيجية يمثّل أهمية كبيرة، خاصة لأولئك المتخصصين في شؤون الأمن القومي، الذين يشاركون في صياغة الاستراتيجية وتنفيذها وتقويمها، وهذا هو شأن العديد من الإصدارات العلمية الأخرى الصادرة عن المركز في مجالات المعرفة المختلفة، التي تتناول قضايا مجتمعية واقتصادية وسياسية واستراتيجية وأمنية وثقافية، من خلال أسلوب علمي رصين، يجعل منها بحقّ إضافة مميزة للعلم والثقافة والمعرفة، سواء في داخل الدولة أو في خارجها. المكانة العلمية الكبيرة التي يتمتّع بها "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" جعلت العديد من المؤسسات البحثية والمراكز العلمية المرموقة في العالم تحرص على التعاون معه من خلال إبرام اتفاقيات ومذكرات تعاون، بهدف تفعيل التعاون المشترك في تبادل الإصدارات العلمية، وتسويقها وترجمتها، وتبادل الزيارات بين الباحثين، وتنظيم الأنشطة المشتركة التي تشمل تنظيم الندوات والمؤتمرات والحلقات الدراسية، إضافة إلى إجراء المشروعات البحثية التي تتعلّق بالقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية المهمّة، وهذا لا شك يعكس الثقة المتنامية بالمركز، وما يتمتّع به من قدرات بحثية ومعرفية كبيرة تسهم في إثراء المعرفة والثقافة في المنطقة والعالم، وهذا ما أشار إليه بوضوح الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المركز، في كلمته التي تصدّرت الكتاب السنوي الذي صدر مؤخراً عن المركز، التي أكد فيها "أن المركز بات مؤسسة حضارية راسخة ليس على مستوى مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، وإنما على المستويين الخليجي والعربي، وأصبح يحظى بمكانة علمية وبحثية مرموقة على المستوى الدولي، الأمر الذي يحفّزنا على الاستمرار في دعمه ترسيخاً للتقاليد العلمية والمعرفية التي تشكّل الأرضية الصلبة التي تبنى عليها المجتمعات الحديثة". لقد أصبح "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" مؤسسة من أهم المؤسسات البحثية في المنطقة والعالم، التي تقوم بدور تنويري وتنموي ومجتمعي متميز، ويطمح إلى تحقيق المزيد في المستقبل، مستفيداً في ذلك من الدعم الذي تقدّمه قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، والاهتمام والدعم القوي من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والقناعة الراسخة لدى سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، بقيمة الدور الذي يضطلع به المركز، ولذا فهو لا يألو جهداً في سبيل تطوير هذه المؤسسة الوطنية والارتقاء بها، تعزيزاً لإسهاماتها العلمية والفكرية والبحثية التي توظف دوماً لمصلحة عملية التنمية الشاملة في دولة الإمارات ودول الخليج والعالم العربي بصفة عامة. ـــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.