في هذا الحي من أحياء مانيلا، عاصمة الفلبين، انطلقت الفتاة الصغيرة تقود درّاجتها الهوائية، ليس باتجاه ساحة اللعب واللهو مع الصغار من الجيران والأصدقاء، بل نحو الزبائن من مستهلكي الأخشاب المستعملة. فقد تفنن فقراء الفلبين في استخدام الدراجة الهوائية من أجل تنقلاتهم وتحميل أغراضهم المختلفة ونقلها من مكان لآخر، فأضافوا لها عربات حمل في الخلف وإلى الأمام وعلى الجانبين. وبتعديلات من ذلك النوع وغيره، تتم الاستعاضة عن طاقة المحروقات اللازمة لتشغيل آلات النقل الميكانيكية، بالطاقة العضلية للجسم البشري من خلال الضغط على دواستي الدراجة الهوائية. أسعار زيوت المحروقات التي سجلت أرقاماً قياسية في الغلاء، هي أيضاً ما يدفع الكثير من فقراء الفلبين للاعتماد على الحطب والأخشاب المستعملة، في التدفئة والطهي وكثير من الضرورات الحياتية الأخرى، خلال الشتاء الذي يتواصل طقسه البارد هناك. ولعل حال هذا الحي المكون من الأكواخ الخشبية وبيوت الصفيح، وحيث تغطي المخلفات أرضية شارعه المطبوع بالفوضى ومظاهر الإهمال... لا يترك مجالاً لسؤال الفتاة عن دواعيها لامتهان بيع الأخشاب وتوصيلها، في هذا العمر المبكر من عمر الزهور، وهي تكافح الفقر وتسعى للتحرر من البؤس! (رويترز)