قرأتُ مقال الدكتور رياض نعسان آغا: "تهويد القدس" وأعتقد أنه قد وضع الإصبع على موضع الألم حين قال إن "إسرائيل تتابع عملية تهويد القدس عبر برنامج يلغي هوية المدينة المقدسة ويزوّر لها تاريخاً كاذباً، ويطلق أسماء عبرية على المواقع الشهيرة"، فهذه هي الحقيقة، لأن إسرائيل تراهن في الوقت الحاضر على تغيير الحقائق على الأرض في القدس، لاستباق أية تسوية مقبلة، حتى إذا وصلت عملية السلام إلى حل ما، في يوم قريب أو بعيد، تكون هي قد ابتلعت المدينة المقدسة بشكل كامل، ومن ثم تزعم أنه لم يعد ثمة شيء يمكن التفاوض عليه بشأن المدينة. وفي رأيي الشخصي أن القوى الدولية الراعية لعملية السلام هي من عليه الآن إفهام المحتلين الصهاينة أن العالم لن يقبل أن يضعوه أمام أمر واقع هم من اختلقه من الأساس، فمدينة القدس أرض محتلة بموجب القانون الدولي، وتزييفهم لملامحها وحقائقها الجغرافية لا يغير من الحقيقة شيئاً، وهي مدينة فلسطينية، ولابد أن تعود إلى أهلها في النهاية. محمد إبراهيم - أبوظبي