أصبحت الدبلوماسية البرلمانية لـ"المجلس الوطني الاتحادي" تقوم بدور متميّز في خدمة الأهداف الخارجية للدولة، من خلال مشاركاتها الفاعلة في العديد من المؤتمرات البرلمانية، الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، ونجاحها في التعبير عن رؤى دولة الإمارات ومواقفها إزاء مختلف القضايا. لقد نشطت الدبلوماسية البرلمانية في الفترة الأخيرة، وكانت حاضرة بإيجابية في العديد من الاجتماعات البرلمانية من خلال ما تطرحه من رؤى وأفكار ومقترحات، سواء لتفعيل العمل البرلماني الدولي، أو لحلّ بعض القضايا الإقليمية والدولية. وأحدث هذه المشاركات يتمثل في "المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي"، الذي بدأت فعالياته أمس الاثنين وتستمر يومين في العاصمة الكويتية، حيث يشارك وفد برئاسة معالي محمد أحمد المر، رئيس "المجلس الوطني الاتحادي" في هذا الاجتماع، الذي سيناقش الوضع العربي الراهن والحراك الشعبي ومشكلة البطالة في الدول العربية ودور البرلمانيين في سنّ التشريعات التي تسهم في إحداث فرص عمل للتغلب على هذه المشكلة. إن مشاركة "المجلس الوطني الاتحادي" في "المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي" تعكس بوضوح الدور المتميز الذي أضحت تقوم به الدبلوماسية البرلمانية في خدمة أهداف السياسة الخارجية للدولة، وتوضيح مواقفها إزاء القضايا المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك، فقد لعبت التحركات البرلمانية الخارجية لجولات وفود المجلس دوراً ملموساً في تعزيز علاقات الدولة مع العالم الخارجي، ما يفتح آفاقاً جديدة للعمل الدبلوماسي ويقدّم إسناداً حيويّاً لجهود توطيد علاقات الدولة مع جميع الدول الصديقة والشقيقة، ناهيك عن المبادرات والمقترحات التي تطرحها هذه الوفود، وتنقل من خلالها صورة الدولة إلى العالم الخارجي باعتبارها قوة سلام واستقرار، والترويج لما تتمتع به من قدرات وإمكانات في المجالات كافة. والدور المتميّز الذي تقوم به الدبلوماسية البرلمانية في خدمة الأهداف الخارجية للدولة، يستند إلى أمور عدة: أولها، الدعم الكبير الذي تقدّمه قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لـ"المجلس الوطني الاتحادي"، وتفعيل دوره ليكون سلطة مساندة ومرشدة للحكومة، وداعمة لتحرّكاتها على المستويات كافة. وثانيها، الخبرة الكبيرة التي اكتسبها "المجلس الوطني الاتحادي" من عضوية معظم المؤسسات والاتحادات البرلمانية المهمة، فقد انضمّ إلى "الاتحاد البرلماني الدولي" عام 1977، وانضمّ إلى "الاتحاد البرلماني العربي" فور تأسيسه عام 1975، كما شارك في عضوية "البرلمان العربي الانتقالي" منذ تأسيسه أيضاً عام 2005، فضلاً عن كونه عضواً مؤسّساً في "اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي"، الذي تأسس عام 1999، وكذلك بحكم استضافته العديد من المؤتمرات البرلمانية المهمة وترؤسه بعضها، ولعل من نجاحات الدبلوماسية البرلمانية في هذا الشأن أن "اتحاد مجالس الدول في منظمة التعاون الإسلامي" وافق على إحالة الإعلان البرلماني الإسلامي، الذي تقدّمت به الشعبة البرلمانية في "المجلس الوطني الاتحادي" إلى لجنة من الخبراء فازت الإمارات بعضويتها وقرّرت الإمارات استضافة اجتماعاتها، كما وافق "مؤتمر الاتحاد" على اختيار دولة الإمارات عضواً في اللجنة التنفيذية لعام 2012 وفي لجنة حقوق الإنسان والمرأة والأسرة. وثالثها، نجاح "المجلس الوطني الاتحادي" خلال الأعوام القليلة الماضية في إقامة شراكات وصداقات مع عدد من برلمانات العالم، والاستفادة من خبراتها الكبيرة في تطوير العمل البرلماني، وتعظيم دوره في خدمة الأهداف الوطنية الداخلية والخارجية. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.