بعد قراءة مقال الكاتب حازم صاغية: "تحولات في معنى الثورة"، سأشير ضمن هذا التعقيب الموجز إلى أن كلمة الثورة ليست غاية ولا قيمة في حد ذاتها، وإنما يفترض أن تكون كلمة التغيير هي التعبير المناسب لوصف حركات التحول الاجتماعي والسياسي الكبيرة التي قد تعرفها بعض المجتمعات. وسبب التحفظ على كلمة الثورة هو ما تثيره في أذهان البعض من خيالات غير واقعية، وتصورات فوضوية، لا أساس لها من الصحة أو التاريخ. وإضافة إلى عبارة التغيير هنالك أيضاً عبارات أخرى قريبة تؤدي نفس الغرض مثل التحول والإصلاح وغيرهما. وسبب هذا التوضيح هو ما نلاحظه الآن في بعض دول التحول العربي من أعمال فوضوية أحياناً يقوم بها بعض الناس بدعوى أن الثورة تعني الهدم وإلغاء كل شيء كان موجوداً، وكأن بلدان التحول العربي تمتلك ترف البدء من نقطة الصفر، وإلغاء جميع التراكم السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي حققته خلال العقود الماضية، انسياقاً وراء أوهام الرومانسيات الثورية الفارغة. محمد عبد الحميد - عمان